للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى كل حال، أن المترجم كان في هذه المدة في وئام مع الوزير، ولكن الأيام لا تقصر حوادثها الوبيلة على القضاء على السياسة الموافقة لها وعلى آثارها، بل أبادت ما في المحيط من آثار آخر مهمة.

رأيت مقطوعة للمترجم، قالها في أثناء مخاصمته للوزير سليمان باشا، وتغلبه على جيشه، ذكرها العمري في (غرائب الأثر) وكان أرسل بها إلى الوزير معرضاً بعدوه الألد احمد

باشا الخربنده. قال:

يا زارعاً بيمينه ... شجر المودة بالسباخ (بالصباخ. كذا)

ومنوماً بيض القطا ... تحت الحدا يبغي الفراخ (ورد (منيماً))

ذهب الزمان بأهله ... فاختر لنفسك من تؤاخ

إن الذي تودهم ... هم ناصبون لك الفخاخ

ولم تظهر هذه الأبيات للوجود، حتى قام الشعراء لتشطيرها وتخميسها. مما يدل على أن في القوم روحاً حساسة، تشعر الحادث، وتأخذ بالإشارة، وتندد بمن سخط عليه القوم.

أقوال الأدباء فيه:

لا يسعنا هنا أن نذكر كل ما قيل فيه، ولكننا نقتصر على أديب مشهور، هو البيتوشي وكان بعث برسالة إليه ولا يزال أبوه آنئذ في قيد الحياة. نختار منها ما نصه:

(إلى جانب من لا ينبح كلبه ضيفه، ولا تخمد ناره شتاءه وصيفة، حلال أفانين المشكلات، ومقيد أوابد المعضلات، ذي الكمال المالك ملاك الكمال، والعبارة البارعة على كل ما يقال، أعني به سيدي سليمان بك، لا زال جيد الزمان متحلياً بحلي أياديه؛ وفضائله مردية لا عاديه.

وبعد فيا سيدي! العبد منذ أزمان، ولست في هواك ممن نام أو مان، يأمل من الله الوصول، إلى شريف الخدمة وهو لفم المحصول، وكلما رحلت عيسي، وقلت طوبى لك ولنفسي، حلت أيدي المقادير تلك العقد، وشكلت رجلي بحبل من مسد. وما ذاك، لا يخلو ذراك، إلاَّ من جدي الناقص، وحظي

<<  <  ج: ص:  >  >>