للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جعل صاحبه ثمنه ٢٥ قرشاً مصرياً وهو ثمن بخس بالنسبة إلى ما حوى من جلائل المباحث والأخبار. فنهنئ حضرة الرافعي بك بإخراجه هذا الكنز إلى قراء العربية ونتمنى له الرواج الذي يستحقه، وعسى أن ينسج من يجئ بعده هذا النسج البديع مقتفياً آثار

الأستاذ لتتم به الفائدة.

٣٩. كتاب المخارج في الحيل

للإمام محمد بن الحسن الشيباني، ويليه رواية أخرى لهذا الكتاب للإمام السرخسي، نشره واعتنى بتصحيحه يوسف شخت في سنة ١٩٣٠، وثمنه ٩ مركات ذهباً (أو ٩ شلنات).

استقاء الماء من مورده، خير من استقائه من سواقيه، وكذا يقال عن مناهل العلم. وقد تغلغلت هذه الحقيقة في نفوس العلماء الغربيين كل التغلغل ولذا تراهم يعنون العناية القصوى بطبع مؤلفات علماء الشرق الذين تقدموا العلماء المولدين أو المعاصرين، وقد عني الأستاذ يوسف شخت (بطبع المخارج في الحيل) وهو في الفقه، والإمام الشيلاني من اعظم الفقهاء، توفي في سنة ١٨٩هـ فجاء من أتقن ما يطبع في ديار الغرب، وقد نقله إلى الألمانية وجعل قيمة الأصل ولنقل ٢٢ مركا (أو شلناً) وقيمة النسخة العربية ٩ مركات ذهباً، وقد طالعنا شيئاً كثيراً من صفحاته فوجدناها سالمة من خطأ الطبع. اللهم إلاَّ في ص ٤٨ س٢ حيث يقول: (قال لها زوجها أنت طالق ثلاثاً أن سألتيني الخلع) هكذا بياء بعد التاء في مخاطبة الأنثى، وهو لا يستحسن من جهة أحكام القواعد العربية والشعراء والعوام تنطق به. وفي تلك الصفحة س١٢: فيكون ذلك جائز ألانها منه). هكذا وردت. ولا شك أن هذا الخطأ من المنضد. والصواب: (جائزاً لأنها منه). وفي ص ٩٢ س١٦: فقلت يا أمير المؤمنين ماذا فنيت به الشيعة. والصواب فتنت به الشيعة. هذا كل ما أصبناه في مطالعتنا. فهذا أبين دليل على أن المستشرقين يعنون كل العناية بما يتولون طبعه، بينما نرى كتبنا التي تطبع في ديارنا الشرقية طافحة بالأغلاط الشنيعة. فالكتاب إذن جليل من أي وجهة كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>