للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقراء والصالحون، وكان كثير الخير والعبادة (وورد بلفظ عباد في المطبوع) إلى أن

يقول:

(سمع منه القدماء من الحفاظ. روى لنا عنه بمكة أبو زكريا يحيى بن عطاف الموصلي وببغداد عبد الله بن شاكر المقبري، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسي، وأبو علي الحسن بن احمد المقبري، وصالح بن إسماعيل بن دوذين (كذا) الجيلي، وباصبهان أبو الخير شعبة ابن عمر الصباغ وأبو محمد الحسن بن محمد بن جعفر المهراني وغيرهم. وكانت ولادته سنة ٤٠٩هـ ومات بالهكارية في أول المحرم سنة ٨٤. وكان ببغداد في زماننا شاب صالح من الهكارية سمع معنا الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره.) أهـ

ومن هذا ترى العلاقة بين الأمويين واليزيدية وان بلاد هؤلاء الناس كانت مسلمة، وانهم يتزهدون فيها، منقطعين عن غيرهم بسبب أمثال هؤلاء الصلحاء، ولا علاقة لهٍم بالمجوسية. إذ لم يعرف فيهم غير المسلم وإذا كان هذا الشاب الصالح الذي درس مع السمعاني، هو غير عدي بن مسافر، كما هو ظاهر من الفرق بين العمرين عمر السمعاني وعمر عدي، فقد أنجبت تلك الأنحاء علماء وصلحاء كثيرين، ومن ثم تولد الزهد في القوم، ويؤسف لعدم تسمية ذاك الشاب.

ومن الغريب أن يورد الباحثون النقول من عدي فما يليه، ولا يتجاوزونه في القدم. وما أوردته يؤيد القدم. والأغرب أن ينتشر كتاب الأنساب ولا يزال (الفاضل الإيطالي) على فكرته مع أن صاحب لغة العرب نبهه على رسالة ابن تيمية حين كان في بغداد. وكان استطلع رأيي أيضاً في أصلهم فبينت لحضرته انهم مسلمون، استولى عليهم الجهل، وابتلوا برؤساء اختلقوا عليهم أشياء كثيرة فقبلوها منهم، وأرادوا إبعاد شقة الخلاف، خصوصاً بعد أن رأوا من إخوانهم المسلمين ما رأوا. وباقي القول أرجئه إلى المقال التالي. والله الموفق.

بغداد: ٥ - ٣ - ١٩٣١:

المحامي عباس العزاوي

<<  <  ج: ص:  >  >>