للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وثرنا ثورة المسجون ظلماً ... ولم ترهب طعاناً أو حصارا

وهبنا الموت أرواحاً خفافاً ... إلى عز البلاد لكي ندارى

وشمنا في القنابل خير لهو ... وطقنا في لظى الحرب اصطبارا

وعمنا في المنايا لا نبالي ... نزيل الذل والعار الشنارا

لقد ساقوا أغرتنا حزيقاً ... إلى الموت الزؤام وليس عارا

مواقف تخلب الألباب خوفاً ... وتحتقر الإلى هربوا احتقارا

وقفنا وقفة الجبار نحمي ... عراقاً ود أن يحيا مجارا

سلوا عنا البنادق قاذفات ... تحدثكم لنا خبراً مطارا

بأنا الصابرون على لظاها ... وفي الهيجاء لم نبد اندحارا

لئن نادوا بإخلاص لقول ... أرادوا فيه للغش استتارا

فما الأقوال كالأفعال حاشى ... وما الرعديد مثل من استثارا

وما المفضال مثل فتى دنيء ... قد اتخذ الخداع له شعارا

على شرف البلاد لنا بنود ... وباغي الموت ما رام اشتهارا

أليلى ما لعيني قد أصيبت ... بآلام تزيد القلب نارا؟

رأيت بها مصير الشهم صبحاً ... فليت الصبح كان لها سرارا

رأيت دماءهم هدراً أريقت ... رأيت دماءهم صبراً توارى

شباب اعرسوا بالموت مرداً ... وكان رصاص قاتلهم نثارا

(وزغردت) البنادق في رجاهم ... وكان لهم طريق الناس دارا

وتابعهم كهول العرب زفاً ... فيا حزناً لمن تركوا الديارا؟

وظل نجيعهم ختماً بصك ... من العز الذي نالوا منارا

إذا ما قلت: ممن؟ قيل: عرب ... لذا بالعز تعلمهم جدارا

إذا الأعراب ماتوا أجل عز ... فما لبسوا به ثوباً معارا

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>