للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برأيه في أهم الأمور ويقدمه على الكفاءة والصدور ولم يكن يعاب بأشد من الكبر الزائد فان كلماته كانت محفوظة مع ضنه بها. ومن كلمه بكلمة قامت عنده مقام بلوغ الأمل، فمن جملة ذلك ما قاله لولد الشيخ الإمام أبي نصر بن الصباغ: اشتغل وتأدب وإلا كنت صباغاً بغير أب، وذكره ابن السمعاني في كتاب الذيل ومدحه كثير من شعراء عصره وفيه يقول صردر بقصيدته العينية:

قد بان عذرك والخليط مودع ... وهوى النفوس مع الهوادج يرفع

لك حيثما سرت الركائب لفتة ... أترى البدور بكل واد تظلع

في الظاعنين من الحمى ظبي له ال ... أحشاء مرعى والمآقي مكرع

وكان حليماً فقد قصد إليه أبو يعلى بن الهبارية الشاعر والسابق بن أبي مهزول الشاعر المعري ببيتين فيهما تعريض له بنيلة الوزارة بزوجته فأعطاهما خمسين ديناراً، وجد ذلك مفصلا بخط أسامة بن منقذ.

وكان ينوب في وزارة المقتدي العباسي عن والده أبي نصر فخر الدولة محمد ابن محمد بن جهير فلا عزل والده خرج هو إلى نظام الملك أبي الحسن المذكور وزير ملكشاه بن البأرسلان السلجوقي واسترضاه واصلح حاله وعاد إلى بغداد وتولى الوزارة مكان أبيه، وزوجه نظام الملك ابنته (زبيدة) التي توفيت في شعبان سنة (٤٧٠) وكان تزوجه لها سنة (٤٦٢) ولما عزل عن الوزارة أعيد إليها بسبب هذه المصاهرة. ثم عزل عن الوزارة وحبس وقيد في شهر رمضان سنة (٤٩٢) وتوفي في شوال من السنة

مصطفى جواد

٨ - الزقزقة في إيران

الزقزقة معروفة في ديارنا الإيرانية، وتكون بإقحام بعض حروف الهجاء في كلم اللسان الفارسي، فإذا ادخل الفرس الزاي في كلامهم سموه: (زبان

<<  <  ج: ص:  >  >>