للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الحال ومعناها

جاء ذكر (الحال) في ص ٢٦٨ ج٤ س٩ نقلا عن أنساب السمعاني حيث قال عن

اليزيدية: (ويأكلون الحال). فبعد أن أشرتم في الحاشية إلى أن الحال في اللغة الطين والحمأة، قلتم أنكم ترون أن الكلمة هنا مصحفة القات وان القات نبت يكثر في بلاد اليمن وكردستان، أما أنا فلا أظن الكلمة مصحفة لان الحال عند الصوفية رقية وهي أن يرقي الشيخ شيئاً مما يؤكل ويطعمه من أراد أن لا تؤثر فيه لدغة الحية أو لسعة العقرب وما شاكلها. وهذا معروف ومشهور إلى الآن في الموصل ويعبرون عنه ب (شرب الحال)، حكى لي صديق أنه لما كان صبياً دعا له أبوه شيخاً ليسقيه (الحال) فناوله الشيخ قسبة قد شقها ونزع نواتها ووضع داخلها شيئاً من الملح بعد أن قرأ عليها وقال له كلها، فإنها تحرسك من ضرر العقرب والكلب الكلب والحيات ما عدا البتراء والعمياء، وهم يشترطون في ذلك أن يكون الشيخ بيده تسلومة (تسليمة) أي أن يكون قد أجازه شيخه وفوض إليه هذا العمل ونقله إليه عن مشايخه متسلسلا، وعلى ما أذكر أنهم يرجعون ذلك في الأصل إلى الشيخ أحمد الرفاعي.

واليزيدية في زماننا مشهورون بجرأتهم على مسك الحيات واللعب بها وينقلون عنهم حكايات خارقة عجيبة في هذا الباب.

وللحال معنى آخر عندهم نذكره إستطراداً، وهو أنهم يقولن عن الشي أو المريد إذا هاج في ذكر الله وأرعد وأزبد ثم سقط مغشياً عليه: (وقع في الحال)، وأظن أنهم يريدون بذلك وقع في حال (الغيبة).

أما أن القات يكثر في جبال كردستان فلا أعلمه ولا سمعت به.

الدكتور داود الجلبي

٥ - الكرخ

جاء في (٩: ٢٥٨) من لغة العرب من كلام الكاتبة دوروثي مكي على بغداد ما نصه: (اتخذ هذا الموقع عاصم جديدة له وعمر فيه الكرخ (المدينة المستديرة) الذائعة الصيت) وهذا وهم من الكاتبة الفاضلة لأن الكرخ غير المدينة المستديرة وان كان لفظ الكرخ السرياني يدل على التدوير، فالكرخ كان قبل

<<  <  ج: ص:  >  >>