للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالتشديد بإجماع الكتاب دليل صريح على فساد من يقول بأرميتها.

وهناك دليل رابع هو أن الداوية لم ترد في جميع النسخ بهذه الصورة الوحيدة بل وردت بصور مختلفة عديدة. فلتراجع لغة العرب (٨: ١٣٩) لتظهر الحقيقة بوجهها السافر. وعلى كل فنحن لا نكره أحداً على اتخاذ رأينا، لكن هي الحقيقة لابد من التصريح بها وان أزعجت بعض المغرورين المطرمذين المطرطرين.

كروب وأصلها ومعناها

س. بغداد. ش. أ. ما أصل كروب التي تجمع على كروبين ويجمعها بعضها على كاروبيم أو كاروبية؟

ج. كروب كلمة سامية الأصل من مادة كرب الأرض أي حرثها، فالكروب: حارث الأرض

ويراد به الثور الفحل الذي يتخذ لهذه الغاية. ولهذا جاء الكروب مرادفاً للفظ الكبير والقوي والقدير والعظيم. ثم نقل إلى قائد المائة. والعبريون اتخذوه بمعنى الملك أي الروح غير المنظور الذي قد يتخذ جسماً من الأجسام للظهور للبشر خدمة للقدرة الإلهية وقد كان يصور رمزاً إلى تلك القوة والسطوة والكلمة قديمة العهد م أيام الأكديين والشمريين، ثم نقلها عنه الأمم الذي جاوروهم.

وفي سفر حزقبال (١: ١٠): أما أشباه أوجهها (أوجه الحيوانات) فلأربعتها وجه بشر، وعن اليمين وجه أسد، ولأربعتها وجه كروب عن الشمال، ولأربعتها وجه نسر. والذين نقلوا التوراة إلى العربية قالوا في مكان (وجه كروب): (وجه ثور). وفي (١٠: ١٤) من السفر المذكور: (ولكل واحد أربعة أوجه، الوجه الأول. (وجه الكروب. . .) وترجمها بعضهم بقوله: (وجه الثور.) وهناك غير هذه الشواهد.

وأما الكروبون فجمع الكروب بالوجه العربي الفصيح، وأما (كاروبيم) فهو جمع كروب بالوجه العبري، إلا أنَّ الألف الزائدة بعد الكاف خطأ، إذ لا وجود لها في العبري، والكاروبية جمع كاروب (وهو غلط في كروب) على طريقة جمع اللفظ الأعجمي بالياء والهاء. كما قالوا: الأفندية والبارونية والداوية ونحوهما. والأفصح أن يقال الكروبون أو الكروبيون، ومنه في حديث أبي العالية: (الكروبيون: سادة الملائكة هم المقربون) قلنا: وفي رواية: الكروبون.

<<  <  ج: ص:  >  >>