للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مدن العراق القديمة]

فنسان م. ماريني

تابع

وأسس (نبوبلصر) الكلداني مملكة بابل الحديثة سنة ٦٢٥ق. م. وبلغت ذروة عظمتها حين اتفق الماذيون والكلدانيون وهجموا على نينوى فسقطت سنة (٦٠٦ ق. م) وكاد نبو كدراصر الثاني حفيد نبوبلصر يعيد بابل كلها. ولكن من الأسف على طموح هذا الملك ومدينته؛ لان خلفاءه سلكوا في طرق أخر، حتى آكل الترف والسيئات قلب المملكة التي أقامها بنو كدراصر بنشاط مدهش، إذ كان في منهاج هذا الملك الاستعمار الخارجي وتجديد مدينته وإعادة هيكل الآلهة على طول القطر وعرضه. وكان نبو كدراصر الثاني الملك الذي غزا أورشليم الإسرائيليين فاعتقلهم (٥٨٦ ق. م).

وامتاز عصر نبونيد، ذلك العصر الذي غلب فيه حب الدنيا - ونبونيد آخر ملوك مملكة بابل الحديثة - بمزايا ظاهرة، مع أن هذا الملك لم يكن محراباً ولا سياسياً، بل كان رجلا كثير الولوع بالآثار القديمة، فضلاً عن انه كان مؤرخاً وعالماً أديباً. وكان يدون تواريخه حين أخذت قوة الفرس بالنهوض، بدلا من أن يعيرها التفاته، وقد انتفع الباحث عن آثار آشورية في هذا اليوم كل الانتقال بتلك التواريخ. ويذكر نبونيد مفتخراً كيفية عثوره على الاسطوانات الأساسية لنرأم سن ملك أكد تحت زوايا هيكل (إي ببر) الذي إقامة هذا الملك (نرأم سن) في (سفر) قبل ذلك الزمن بنيف وألفي سنة (راجع ما يخص (سفر) (وأكد) وكان ابنه بلشصر لاهياً بالأكل والشرب عير مكترث لليد الكاتبة فوق الجدار حين كان أبوه يدون الأخبار. وبقيت بابل بعد احتلال الفرس موئلا كبيراً للتجارة كما كانت مركزاً للعلم فتألقت بغناها في عهد حكم الفرس العادل حتى سنة ٣٣١ق. م، فظهر الاسكندر من الغرب واخضع دارا ملك الفرس في محاربة اربل. فضعفت شوكة بابل بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>