للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أما) قاومت دائماً ري (لجش) المدينة الكبرى، التي كان يجري الماء إليها في القناة الناشئة من الفرات القديم. الذي سمي بعد ذلك (شط الكار). وعليه نشبت الحروب بين المدينتين، وعقبت الغزوات الواحدة بعد الأخرى، حتى انه في القرن التاسع والعشرين قبل الميلاد أصبحت الحالة في غاية الخطورة، فعاقب (أيناتم) هذه البليدة المتمردة عقاباً شديداً، وأقام حجراً فاصلاً بين تخوم المدينتين وقد اشتهر ذلك الحجر اليوم وعرف (بنصب النسور). وفضلا عن ذلك حفر (أيناتم) قناة أخرى. ولكن نعلم أن ابن أخيه (انتمنا) لما رأى ما يتكبده من جاره المضجر، عزم على جلب الماء من دجلة، بدلا من أن يجليه من الفرات، لكي لا تعتريه مشقات جمة. ولعل لهذا الملك المفكر على العراق فضل وجود (شك الحي) فيه اليوم.

ولكن روح (أما) لن تخمد، كل ما لديها من الجند وهجمت على لجش بقيادة الفاتشي (الكاهن القاضي) هجمة فجائية وسلبتها. وملك لجش حين ذاك (أور كاجنة) فيظهر انه لم يكن محراباً مقداماً مع انه بناء كبير ومهذب في الاجتماعيات. وفي مدة سنة أضحى (لجل زجسي) ملكا في ديار شمر الجنوبية واتخذ (ارك) مقراً له. وحكم فيها خمسة وعشرين عاماً. وضايق في خلالها مدينة كيش، حتى قهره سرجون ملك أكد (سنة ٢٧٥٢ ق. م).

ومن المفيد أن يعرف أن اشتياق (أما) لا كثر مما تستحقه من الماء هنالك اثر في انتخابها آلهاً لها. إذ أن هيكل البلدة ل (شارة) اله النبات ولزوجته (نيدبة) (ننورة) آلهة الحبوب، وأعاد هذا الهيكل (أور نمو) من سلالة أور الثالثة في زمن تال.

وزار (لفتس) هذا الموطن سنة ١٨٥٤، كما أن (بترس) و (ورد) من بعثة متحفة (بنسلفانية) زاراه في العام عينه. وقصده أيضاً الأثري الألماني (اندرى) في موسم سنة ١٩٠٢ - ١٩٠٣. بيد انه لم يحفر في ذلك المحل حفر متتابع إلى هذا الحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>