للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عرفوا الحقوق وكل عارفةٍ ... فيها ولولاها لما عرفوا

ولمنكري آياتها كشفت ... عن حجة كالصبح فاعترفوا

كم سددت بالحق أسهمها ... لكن قلب الباطل الهدف

الداعيات لكل سالفة ... غراء أبقاها لنا السلف

أخلاق علامين أن وعدوا ... لم يخلفوا حاشاهم الخلف

قوم إذا ما الضيم أوترهم ... نهضوا له بالعزم فانتصفوا

لا يتلف المعروف بينهم ... هيهات بل يحمي ولو تلفوا

لا يأسفون على فنائهم ... فيه وحق عليهم الأسف

لهم إلى العلياء متجه ... وبهم عن الفحشاء منصرف

لم يتبعوا بالحلف قولهم ... فإذا دعوا فالصدق إن حلفوا

ترفت ضمائرهم فما بطروا ... فيها ولا أغواهم الترف

كم مفخرٍ أبدوه مخترعاً ... لله ما اخترعوا وما اكتشفوا

النجف:

محمد باقر الشبيبي

العشائر القاطنة بين بغداد وسامراء

١ - خطورة البحث

البحث عن العشائر والقبائل الصغيرة المجهولة النسب، من اصعب الأبحاث، وبالأخص العشائر القاطنة في أطراف العراق، من اللائي قد ضاع نسبها بانقسامها إلى افخاذ، وبطون، وعمائر، واختلط حابلها بنابلها، وفشت بينها الأخلاق الغريبة، والعوائد المستهجنة، باختلاطها بسكان المدن الذين هم خليط من أقوام مختلفة، وشعوب متفرقة. ولم يقف الباحثون، الذين يهمهم أمر هذه البلاد وسكانها، إلا وقوفاً طفيفاً على انساب تلك القبائل الحقيقية، وماضيها، وعاداتها، وأخلاقها. ذلك لأن اكثر هذه القبائل قد خيم الجهل في ربوعها، وضرب ستاراً كثيفاً على عقول أفرادها، فحجب أبصارهم عن

<<  <  ج: ص:  >  >>