للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذكرهم صاحب (دبستان المذاهب) أو لم يقفوا عليها. وله مؤلفات في السلوك غير الرسالة المذكورة وهي:

١ - رسالة في آداب النفس. ٢ - أخرى في وصاياه للخليفة. ٣ - وصاياه لمريده (قائد).

وفي الأولى منها يقول: إن الدعوى تطفئ سراج المعرفة، ويحث على مراعاة عشر خصال. منها: تلاوة القرآن الكريم للصلحاء، ولزوم ترك المعاصي. . . . ويرغب في

المجاهدات.

وفي الثانية: يوصي بالتباعد عمن تظهر منه الكرامات، إذا لم يوفق بين أعماله وسلوكه وبين أوامر الشرع ويزدجر عن نواهيه. ولا يسوغ التساهل من أحد ولو صدرت منه بدعة طفيفة.

وفي الثالثة: يخاطب (قائداً) وهو أحد مريديه قائلاً: (يا (قائد) أوصيك بمراعاة الأحكام الشرعية، فلا تتجاوزها، والتزم الشرع، وراع التقوى، وجانب من يركض وراء الدنيا). وقال: (الجوع مفتاح الزهد، وحياة القلب كما أن عيسى قال لحوارييه: سيرون الله تعالى إذا أجعتم بطونكم، وأظمأتم كبودكم، وخلعتم اللباس).

قال محمد شرف الدين بك: إن تصوفه قريب جداً من نهج الغزالي فيه، وهذه الرسائل موجودة في مكتبة الترك في برلين نقلاً عن الدكتور الموما إليه وذكر أن في المتحفة البريطانية قصيدتين في مجموعة، مطلع إحداهما:

تفردت في حب الذي كنت أهواه ... واصبح عندي اشتياق للقياه

وأصبحت نشواناً بكأس شربته ... ولم يعلم الناس من أين محياه

وكان نديمي اشرف الرسل احمد ... مليح التثني تخجل الصب عيناه

وهنا يستدرك على الفاضل محمد شرف الدين بك انه بعد أن ذكر ذلك، قال: (إن اليزيديين قد ضلوا في زمن ابنه حسن، أي ابن الشيخ عدي). وبهذا يكون قد قصد عدياً ابن أبي البركات لا المترجم. ولما لم يفرق بينهما ينبغي التحرز

<<  <  ج: ص:  >  >>