للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطيارون العراقيون]

قصيدة ألقاها الأستاذ الحاج عبد الحسين جلبي الأزري في الحفلة التكريمية للطيارين العراقيين، تلك الحفلة التي أقامتها لهم جمعية متخرجي الجامعة الأمريكية في بغداد وذلك في ١١ أيار ١٩٣١.

أتراهم من وحشة الأرض طاروا ... أم من الظلم بالسماء استجاروا؟

لم يذوقوا صفو الحياة، فراموا ... عيشة لا تشوبها الأكدار

أم رأوا أن يجاوروا الشهب فيها؟ ... وجوار الأقمار نعم الجوار

أم على رحبها البسيطة ضاقت ... فاستقلوا عنها وشط المزار؟

أم دعاهم للاختيار فلبوا ... رائد العلم والحياة اختبار؟

ركبوا من صنائع الفن ما لم ... تمتلكه النسور والأطيار

آية للزمان جاءت إلى النا ... س فحارت بشأنها الأفكار

حكت الطير غير أن خوافي ... ها حديد واللولب المنقار

منية لم يجد بها الفن قب ... لا لنفوس قد شفها الانتظار

كم تمنت أن تستعير من الط ... ير جناحاً والطبع لا يستعار

صيرتها الأطماع آله حرب ... تتقيها الأرواح والأمصار

فهي في السلم نعمة وأمان ... وهي في الحرب نقمة ودمار

أطلقوها فوق البسيطة أسر ... اباً، كما تطلق العتاق المهار

بات منها بكل جو رفيف ... وإليها بكل صقع مطار

وتعالت تستخدم الريح الجو ... كما استخدم النفوس النظار

حاملات من القذائف ما تندك ... فيها القلاع والأسوار

سيطر الأقوياء فيها على الأر ... ض فما للضعيف منها فرار

<<  <  ج: ص:  >  >>