للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضررها بأذن الله. (فسره من اللسان الفارسي، منكه الهندية، وكان المتولي لنقلة بالخط الفارسي، رجل يعرف بأبي حاتم البلخي، فسره ليحيى بن خالد بن برمك. ثم نقل للمأمون على يدي العباس بن سعيد الجوهري، مولاه، وكان هو المتولي لقراءته على المأمون.)

قال العباس ين سعيد الجوهري: قال شاناق عظيم الهند في أول كتابه هذا بعد أن حمد الله، وأثنى عليه، وحلف بعظيم البد إن النعم الظاهرة الفاشية زراعة للحسد في القلوب، والحسد مفتاح البغضاء، والبغضاء تنتجها العداوة. بضمر المضمار، والمضمار ينقسم قسمين، فأحد القسمين: سر مكتوم، والآخر جهار منظور، فالجهار هو المباداة في المطالبة، للتلف كعقد الولاية، وتعبية العساكر، ونضد الصفوف، وزحف الرايات، وخفق الطبول، والتدرع، والأهبة بالسلاح، وإعلان ما تسره الأفئدة والقلوب، من جليل الآفة، وعظيم البلاء، ومراقبة التمكن من التراب، ومن هذا يكون الحذر ويتنبه المطلوب من سنة الغفلة.

والقسم الآخر من المضار المكتوم، هو مردة الأعداء بظاهر حسن الشاهد في اللقاء، وترصد المخاتلة لهم بالبلاء؛ وهذا ابلغ الوجهين، في عموم المضرة وأسرعه في تهتك

الملاءمة، فشبهه سم بسم، يحلل الأنفس من أبدانها، في أسرع الأوقات؛ فأخفى سلاح القواتل، وابلغها مرادا، وأقربها مأخذاً، في تلف العدو السم الوحي، وهو ينقسم أقساماً: فمنه الطبيعي من الحيوان، مما تسره الهوام القاتلة، في جوف أنيابها، وحمم أذنابها، وغير ذلك، من دون البحر والبر من مأكول وملبوس، ومنه من النبات من عروقه، وورقه، ونوره، وبزره،

<<  <  ج: ص:  >  >>