للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسكين. ويجب عليه أن يقبض بيده اليمنى على كل من الملعقة والشوكة؛ والسكين؛ اللهم إلا إذا كأن بيد الآكل لحم يقطعه، فيجب عليه حينئذ أن يدير الشوكة في اليد اليسرى، والسكين في اليد اليمنى، ثم يترك السكين، ويعود إلى اخذ الشوكة باليد اليمنى، ليضع اللقمة في الفم. وإذا كان الآكل لا يريد أن يلقي الشوكة من يده، فليدفع الأكل بالسكين، ليضعه على الشوكة التي بيده اليسرى، ويدخل اللقمة في فمه، وهذه العادة كانت جارية في شمالي أوربة فقط، أما الآن فإنها أخذت تسري وتنتشر في فرنسة، وفي غيرها من الديار المتمدنة، والإنكليز إذا احتاجوا مسح سكينهم، مسحوه بخبزهم، ولا ينكر على الغير مجاراتهم في عملهم هذا. وربات البيوت لا يشكين من هذا الأمر. وتمش الأصابع بالمشوش الذي بيد كل آكل، ولا تمش أبداً بالسفرة، ويتخذ المشوش أيضاً لمش الشفتين، ويبسط بطوله على الركبتين. وبعد نهاية الطعام يلقى إلقاءً على المائدة من غير أن يطوى أبداً، ولا يحسن

بالرجال أن يعلقوه بعروة الثوب. وبعض النساء، ولا سيما أولئك اللواتي يقطعن اللحم، يثبتنه بدبوس على أحد جانبي صدرهن.

حضرت جدة ذات يوم طعاماً، كان دعي إليه كثيرون، مختلفو الأعمار والطبقات، فتبسمت الجدة في اليوم الثاني، وتشكت من أن الناس لا يأكلون كما كانوا يأكلون (في زمانها) وقالت: (إن نفراً) فقط من المدعون احترموا العادات المقبولة، لدى الأدباء الفضلاء. - فقال لها حفيداها: (يا جدة، أننا لم نطلع على شيء يؤاخذ عليه، فعلمينا بالعجل أي شئ خالف كل مدعو آداب اللياقة، لكي نستفيد من نصائحك، ونعدك وعداً صادقاً، بأننا نحافظ على السر محافظة مطلقة - فأخذت الجدة بقول:

(مد الفاضل ع. مراراً عديدة زجاجة جارته ليطلب أن يصب لها ما تشربه، وذلك منه إفراط في اللطف، والظرف، وطلب إليها أن تقاسمه فاكهة، فهذه مباسطات سيئة الذوق؛ ويجب اجتنابها، غير انه قد يتفق أن لا تكون فاكهة صحيحة كافية لجميع المدعوين، فيجوز حينئذ لامرأة أن تقطع الثمرة قطعتين، وتقدم الأكبر منهما إلى امرأة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>