للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برأسه. وهذه اللقى الثمينة عرضت عن الاسطوانات المنشودة. ومما يجدر ذكره أن تمثال الملك دا أودو (داود) المعدود من اقدم التماثيل في العالم، وجد هناك فضلا عن شظايا تماثيل أخر وكانت خزانة ذلك الهيكل القديم مملوءة كنوزا تعد من انفس الآثار من تلك الآثار التي كشفت النقاب عن تاريخ هذه البلاد، وأهلت المنقب للاطلاع على صنائع سكانها الأقدمين وآدابهم وفنونهم وصنائعهم.

لم يكن البرج قائماً وحده على مصطبة الهيكل، بل وجد على جانبه كثير من المباني مشيدة بالآجر، لم تزل جدرانها منتصبة إلى علو بضع اقدام؛ ولما أزال المنقبون النفايات من الغرف، لم يجدوا أثراً ينبئهم عن الغرض من بنائها وقد ساد على ظنهم أنها بنيت في عصور متأخرة لغايات دينية.

أصاب الباحثون غرفتين في طرف مصطبة الهيكل القائم إلى جنوبي الزاوية، وكانتا من شكل وحجم واحد، وكلتاهما اتخذتا لغرض واحد في أزمنة مختلفة. ويهب معظم الأثريين إلى أن إحراق جثث الموتى لم يكن عادة شائعة عند البابليين القدماء، بيد أني اذهب إلى أن

هاتين الغرفتين اتخذتا لهذه الغاية، ولم تتخذ أبداً لإحراق جثث الحيوانات وتقديمها إلى الآلهة قرباناً وضحية على ما يزعم بعضهم.

كانت أول الغرف الخارجية قائمة الزوايا، وقيس طولها فكان ستة أمتار و ٣٠ سنتيمتراً في عرض أربعة أمتار و٢٠ سنتيمتراً. وكان عمقها تحت سطح دكة الهيكل متراً و٩ سنتيمترات، وفي داخل هذه الغرفة غرفة أخرى بيضية الشكل، وكان سمك جدارها ٦٠ سنتيمتراً، وهي مشيدة بالآجر المسنم وإلى الطرف الجنوبي الشرقي من هذه الغرفة البيضية كانت دكة اهليليجية طولها متران و ٣ سنتيمترات في عرض متر و ٧ سنتيمترات مفروشة بالآجر، وفي هذه الغرفة حفر مقيرة.

وكان متصلا بالطرف الجنوبي الشرقي غرفة مربعة وأرضها أوطأ من مستوى الدكة الاهليليجية بقليل وفيها أتون ومدخنة يؤديان إلى الدكة المذكورة. وقد دل آجرها على أن الحرارة بلغت اشدها وكانت الجثة المهيأة للإحراق تنقل إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>