للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها خطأ واحداً؛ إلا انه يورد الروايات المختلفة التي ترى بين النسختين اللتين بين يديه. وكلتاهما منقولة عن النسخة الأصلية التي خطها مؤلفها، وخط النسخة الواحدة أبو سعيد السكري والثانية أبو موسى الحامض. ولا جرم أن النسخة التي كانت بيد السكري أتم من الآخرة. وفيها زيادات لا ترى في الأم التي أخذت عنها. ومن الجهة الثانية ضاع من النسخة الآخرة ورقتان من حرف الفاء وورقتان من حرف الميم. والظاهر أن أبا عمرو لم يضع نصاً كاملا للكتب العشرة إلا للأول الذي ينتهي بحرف الجيم ولعل الكتاب سمي بهذا الاسم الغريب (كتاب الجيم) لهذه العلة، وفضلا عن ذلك يظهر أن أبا عمرو جمع في هذا الكتاب فوائد لغوية في

مطاوي جمعه قصائد القبائل العربية المنوه بها في دواوين التراجم.

سنت اوغستن. سياغبرج (ألمانية) ف. كرنكو

الكريف وأصلها

قرأت في تعليقاتك على الإكليل ص ٣٠٧ أن الكريف من اليونانية وأنها دخلت اليمن بدخول الحبشة إياها، ورأيي - الذي أبوح به بكل تحفظ - أن دخول الألفاظ اليونانية ربوع اليمن، كان قبل احتلال الحبش إياها؛ لأننا نعلم كل العلم أنه كان في نحو المائة الرابعة للميلاد كنيسة مطرانية في نجران (وتلفظ الجيم معطشة نطعية) تحت إمرة بطريك الإسكندرية، ولا أشك في أن الكهنة والمرسلين الذين كانوا يهبطون تلك الديار كانوا مسيحيين يونانيين. وقد لاشى ذو نواس تلك الجماعة النصرانية قبل المائة الخامسة للميلاد. ولما كانت الدولة اليونانية بعيدة غاية البعد عن اليمن لتثأر من أعمال ذي نواس. أمر بطريرك الإسكندرية الحبش ليزيحوا إليها. ولعل البحث يفضي بالمنقبين إلى العثور على رقم في نجران فيها ذكر أسماء الكنائس التي شيدت فيها سالفاً. وأني لمتأكد أيضاً أن وجود أولئك الناس في الأرجاء المذكورة كان داعياً إلى ذلك التدين الشديد في جزيرة العرب، ذلك التدين الذي بدا لعيون الجميع في المائة لسادسة من تاريخ الميلاد فكان فراشاً وثيراً لتمكن الإسلام في تلك الربوع.

سنت اوغستن (سياغبرج) ألمانية. ف. كرنكو

<<  <  ج: ص:  >  >>