للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت من ساقها، واضطرمت ناراً على سباقها. وحللت لظى على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدتم خميسها. تظفروا بالمغنم والكرامة في دار الخلود والمقامة). نعم القول والتحريض والتعديل، وانم من البيان لسحراً! ولا بدع أن بادر أبناؤها إلى المعمعة، ويمموا وطيسها، وجالدوا حتى سقطوا في حومتها. ونعم لقول أجابتها عند إبلاغها الخبر: (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم مستقر رحمته).

وفي موتهم تداركتها المحنه الثانية، فقد مات أخواها في الجاهلية قتلا وكذاك بنوها في الإسلام، ولكنها كانت كما يبدو لنا، أكثر تأثراً واشد ولهاً وحزناً على أخويها منها عليهم. فقد تعزت عنهم بموتهم في نصرة الدين. وقد أجرى عليها كرم عمر بن الخطاب ارزق أولادها الأربعة.

يد الرواة في شعرها

تغلغل الرواة وأمعن القصاص. انتحالا واختلاقاً في حياة شاعرتنا، شأنهم في سائر الأخبار الجاهلة وخضرمتها، فلا نعرف من نسيج أعمالها سوى ما حاكته أيدي الصناع المنتحلة. فهم يدعون أن ولدها أربعة. وهم: يزيد ومعاوية وعمر وسراقه. وتارة يحذفون أحدهم؛ ويدعون أن العباس بن مرداس من ولدها، فهم يتنافرون في حياتها، تنافرهم في شعرها. فنراهم يروون لها شعراً رواه بعضهم لشاعر آخر، هاك هذه القصيدة التي يروونها في صخر أخيها، ومطلعها:

لعمري! وما عمري علي بهين ... لنعم الفتى أرديت آل خثعما. . .

هنا العجب العجاب، أن قتلة صخر لم يكونا كن نعلم من خثعم والشعر واضح الانتحال، بينه، ويرويه أبو عبيدة لريطة بنت عباس الأصم الارعل. في أبيها قتبل خثعم، هناك موقف آخر، تناول هذه الأبيات:

من لامني في حب كرز وذكره ... فلاقى الذي ألقيت إذ حفر الرجم

فيا حبذا كرز إذا الخيل أدبرت ... وثار غبار في الدهاس وفي ألاكم

فنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره ... كريز بن صخر لليلة الريح والظلم

<<  <  ج: ص:  >  >>