للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا مبدأ هذه العقيدة أو الاعتياد، وهذا تطورنا إلى هذا اليوم.! وما يعطف لها من الأهمية.

وعندنا نظيرها تقريباً، ومعروفة في إنحائنا. ولكن الأمة المتكتمة تسجل كل حركاتها وسكناتها باعتبارها كلها غرائب وعجائب. ولو دونا كل معروف عندنا لفتحنا فتحاً عزيزاً

من الخرافات والأساطير التي لم يعثر عليها من قرأ كتبنا الدينية ومدوناتنا.

٥ - مقاطعة اللعن:

إن مقاطعة اللعن كانت نصحاً صوفياً قويماً، أختاره الشيخ عدي بن مسافر، ويراد به الانصراف إلى العبادة والتقوى، دون التفات إلى ما لا يعني من الأمور الشخصية، مما يولد الشحناء بين المسلمين. بالوجه الذي أشير إليه فيما سبق. وأساس ذلك آية (ولا تنابزوا بالألقاب) وحديث (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) و (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه) الخ. ولكن قد يتولد من المبدأ الحق عكس الغرض المطلوب الذي هو إزالة البغضاء بين العناصر الإسلامية.

لم تمض مدة إلا وقد طبق الموضوع بتمامه وروعي حرفياً، وقاوموا اللعن بشدة. وما زالوا عليها ولا يزالون. سوى أنه حصل منهم ما يدعوا إلى التمسك بالألفاظ وقلب الغرض. إن ترك المبدأ الأصلي وعد هذا النصح ديناً.

ومن غلهم في أمر اللعن وشدة تمسكهم باللفظ أنهم حرموا:

١ - اللعن وما أشتق منه فلا يجوز لأحدهم أن ينطق بذلك.

٢ - نعل. وهو مقلوب لعن، ونعل الدابة يسمونه (صول) و (نعلبد) المألوف عندنا (صولبند).

٣ - نيل. وهذا تحتوي ألفاظه على أكثر حروف اللعن، فهذا أيضاً من المحرمات، خوفاً من أن يجر إلى اللعن.

٤ - الصبغ بالنيل. لأنه يجر إلى تسميته.

٥ - خسأ الذي هو بمعنى لعن أو ما يقاربه.

٦ - الخس. منعوا التلفظ به وأكله للسبب المار ذكره في النيل وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>