للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهندية التي أخذت مبادئها وأفكارها عن الصابئة العراقية. قال السيد هبة الدين الشهرستاني: إن الصابئة الهندية هي بنت الصابئة العراقية ونشريات رسل المسيحيين تؤيد الحفريات الأثرية في أن الصابئة العراقية هي أقدم عهداً وأرقى عصراً من صابئة الهند ومن دياناتها الأخرى وقد شادت في العراق هياكلها وأبراجها لعبادة الدراري والنجوم منذ ستة آلاف سنة أو أكثر (مجلة المرشد البغدادية ١: ١٣٣).

أما إن الصائبية العراقية تقدمت العقيدة البابلية في عبادة الشمس أو إنها تأخرت عنها فذلك أمر لم يقم عليه دليل قطعي، ولعل الشمسيين الذين وصفهم العلامة الكرملي في المجلد السابع من لغة العرب هم من بقايا الصابئة العراقية القديمة.

٤ - هل في الديانة الزرادشتية عبادة الشمس

قال محمد بهجة الأثري البغدادي في كتابه أعلام العراق ص ١٢٨: (ولكن جماعة من بعض تلك الأمم التي كانت تدين بمذهب زرادشت وعبادة (أهريمان) و (هرموز) وكذا وتسجد للشمس الخ) ولعل الأثري اعتمد في ما كتبه على الشهرستاني فهذا يقول: (ومن المجوس الزرادشتية صنف يقال لهم السيسانية والبهافريدية رئيسهم رجل من رستاق نيسابور يقال له خواف خرج أيام أبي مسلم صاحب الدولة وكان زمزمياً في الأصل يعبد النيران ثم ترك ذلك ودعا المجوس إلى ترك الزمزمة ورفض عبادة النيران ووضع لهم كتاباً وأمرهم فيه بإرسال الشعور وحرم الأمهات والبنات والأخوات وحرم عليهم الخمر وأمرهم باستقبال الشمس عند السجود على ركبة واحدة. أهـ) (الملل والنحل ص ١١٦).

والحقيقة أن الديانة الزرادشتية التي سبقت الإسلام بقرون عديدة لم تكن تعرف عبادة الشمس قطعاً والظاهر أن هذا الرجل مصلح المجوسية الذي أمر مريديه باستقبال الشمس حين السجود لم يكن يعبد الشمس وإنما جعل الشمس قبلته عند السجود كما جعل المسلمون الكعبة قبلة لهم في صلواتهم وما كتبه

<<  <  ج: ص:  >  >>