للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم من اخى شر قد أوثق نفسه ... وآخر ذخراً لخير يحوي ويكنز

يفر الفتى والموت يطلب نفسه ... سيدركه لا شك يوماً فيجهز

وهي كلها أبيات حكيمة في غاية الجودة ومن شعرها قولها:

رأيت بني الدنيا كأحلام نائم ... وكالفيء يدنو ظله ثم يقلص

وكل مقيم في الحياة وعيشها ... بلا شك يوماً أنه سوف يشخص

يفر الفتى من خشية الموت والردى ... وللموت حتف كل حي سيغفص

أتاه حمام الموت يسعى بحتفه ... وقد كان مغروراً بدنيا تربص

كأنك في دار الحياة مخلد ... وقد بان منها من مضي وتقنصوا

لقد افسد الدنيا وعيش نعيمها ... فجائع تترى تعتري وتنغص

إلا رب مرزوق بغير تكلف ... وآخر محروم يجد ويحرص

وقد ذكرنا هذا الشعر حرصا عليه ولقلة وروده في كتب الأدب ولما تضمن من الحكمة الرائعة، والأمثال الشائعة. والسلام.

[تذييل في نساء العرب]

كتب أحد المستشرقين وهو العلامة برون فرنسوياً عنوانه (النساء العربيات قبل الإسلام وبعده) وقد طبعه في الجزائر سنة ١٨٥٨، وجمع فيه كل قاله العرب في نساء العرب قبل الإسلام (أي في عهد الجاهلية) وبعده (إلى عصر المأمون) ولا نظن أننا وجدنا كتابا عربيا حوى ما وعى هذا السفر الجليل الفذ، بل يتيمة الدهر. والكتاب في قطع الثمن الكبير في ٦٠٤ صفحات يليها فهرس وافٍ يطلعك على محتوياته بسرعة لا تنكر. والقسم الأول منه، وهو قسم عصر الجاهلية، يحوي ٤٢ فصلا، كل فصل يبحث عن حالة من أحوال المرأة. والقسم الثاني، وهو قسم عصر صدر الإسلام، يحوي ٣١ فصلا وكلها مرتبة ترتيبا انيقا، يجمع بين اللذة، والانس، ورغبة الوقوف على أخبار نساء ذلك العصر.

ولما تكلم المؤلف عن المرأة الايادية ذكرها باسم جمعة وكتبها هكذا أي بالجيم لا بالخاء. ولا جرم أن الكاتب اعتمد في رسم هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>