للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوهم هو المشابهة الموجودة بين الدويبتين على أن الجراد لا يكون طويلاً متناسب التقطيع وقد وصف علماء الإفرنج هذه الدويبة قالوا هي حشرة من رتبة المستقيمة الأجنحة تعرف بجسدها الطويل (ولهذا قال العرب. هي الجرادة الطويلة. وإلا فالجراد الحقيقي لا يكون طويل الجسم كما قلنا) وبقائمتين مقدمتين طويلتين جداً والسراعيف أو أصحاب البساتين من الحشرات اللواحم وهي تقبض على فريستها بيديها المذكورتين المسننتين أو الشائكتين وتترصد الدويبات مدة ساعات طوال لتهجم عليها إذا دنت منها. وإذا تربصتها أقامت لها بهيئة يخالها الناظر إليها أنها تقيم الأذكار ومنها أحد اسميها عند اليونان الأقدمين وهو (منتس أي متكهنة) ويسميها الفرنسيون المتكهنة الدينية أو المتكهنة لولية أي القديسة المتكهنة المصلية أو المتضرعة إلى - وهي تجعل بيضها في كتلة لزجة مصمغة وتلصقها بالحجارة أو بالرمثة أو العنظوانة (أنبتة شائكة)

وأما اسمها العامي الشامي (فرس النبي) فمأخوذ من هيئته عند ترصده غنائمه الحشرات

فكأنها هيئة فرس في الحضر وأما (جمل اليهود) فمأخوذ من طول قوائمه فهو بين الحشرات كالبعير بين ذوات الأربع. على أن عوام مصر يسمون (جمل الهود أو جمل اليهود) الحرباء لا هذه الدويبة وقد ذكر ذلك فورسكال في كتابه أزهار ديار مصر والعرب ص وص ٢٨ وقد ذكرها بهذا المعنى أيضاً ابن الدريهم في كتابه منافع الحيوان والمؤلف توفي في بغداد سنة ٨٦٣هـ - ١٣٦١م وعدها بين أسماء الحرباء. وذكرها أيضاً بابن سمث في معجمه الكبير السرياني اللاتيني في ص ١٣٦٨ في كلامه عن الحرذون فأورد هناك شيئا عن الورل ثم وصفه قائلا: واعلم أن هذا الوحش هو في أربع قوائم كالحردون أم كحمل اليهود (كذا بحرفه) ناقلا عبارة معجم إيليا برشينايا مطران نصيبين الذي كتب كتابه سنة ١٠٠٨ للمسيح ومن الغريب بعد إيراد هذه النصوص أن يقول رجل مثل دوزي في كتابه الملحق بالمعاجم العربية ص ٢١٨ لا يقال جمل الهود بل جمل اليهود وقد خطأ فريتاغ لكونه قال ذلك فكأنه يجهل لفظة الهود بمعنى اليهود مع

<<  <  ج: ص:  >  >>