للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصارى يزدحمون على أبواب الكنائس وفيهم من يستحق الصدقة. ومن لا يستحقها. فلا جرم أن المتصدق على

أصحاب البنية الصحيحة والقوة التامة يزيد الأمة بلاءً. والأجدر بهؤلاء الناس أن يجدوا ويشتغلوا ليعيشوا بعرق جبينهم. وإلا فالكدية من اشد أدواء الآلفة.

١٥ - نتائج الجهل الأعمى

وقعت في الكاظمية نهار عاشوراء (٢٠ك ١) وقيعة مؤلمة أحزنت قلب كل عاقل. وصورة هذه الحادثة أن ألوفاً من المسلمين يجتمعون في الكاظمية يوم عاشوراء تذكاراً لوقعة الطف. ومن جملة من كان من المتألبين هناك في ذلك النهار جماعات من جانب الكرخ وفي هذه الديار عادة سيئة وهي أنه إذا اكتظ الناس في ساحة تساءلوا فيما بينهم: أيهم من المحلة أو البلدة الفلانية وأيهم من المحلة أو البلدة الفلانية الأخرى. فإذا القي هذا السؤال ينشأ للحال نفور بين سكان محلة ومحلة أو مدينة ومدينة ثم لا يعتم أن يتجسم هذا النفور فيتحول إلى سب وشتم، إلى قدح وذم، إلى ضرب ولكم، إلى جرح وقتل. وهذا ما وقع في الكاظمية فأنه لما علم بعض جهال الكاظمية من هم الذين من محلة الكرخ تنابزوا فتشاتموا فتلاكموا فتجارحوا فتقاتلوا وانجلت الوقيعة عن قتل واحد من الكاظمية وجرح ثلاثة منهم. وعن جرح ثلاثة من أهل الكرخ. فقبض على المتهم بالقتل وجماعته وأودعوا السجن. عسى أن هذه الحادثة تكون الأخيرة في هذا الباب بهمة الحكومة وسهرها على رعاياها!

١٦ - عجمي بك السعدون والأعراب

أن هذا الأمير نازل اليوم على (ماء الشقراء)، على بعد ١٤ ساعة من الزبير وقد وفدت إليه العشائر التي كانت قبلاً معادية له وهي: البدور والسعيد والفواز والزياد ومطير وطلبت منه العفو فعفا عنها. وقد نزلت اليوم بأهاليها وأموالها في أراضيه. وقد وفد إليه من شجعان القصيم ما يقرب من ألفى محارب فسلحهم وأعطاهم خيلاً. وقد أصبحت قوة هذا الشيخ في هذه الأيام في ازدياد ويحسب لها حساب. ولهذا عدل أبناء فالح باشا عن الخروج على عجمي ولا سيما لأنهم رأوا أن الأعراب الذين مر ذكرهم، وكانوا مصافين لهم غادروهم

<<  <  ج: ص:  >  >>