للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا - الجواب على قاضي بلاد عسير - (١) الحمد لله رب العالمين وبه أستعين:

الجواب [الأول]

عن السؤال [الأول] وهو قوله عن عوائد بعض الجهات إلخ.

الحمد لله رب العالمين وبه أستعين إلخ.

إن التواطؤ من أهل القرى على توظيف قواعد تندفع بها عنهم مفاسد وتحصل لهم عندها فوائد ينبغي أولا الاستفسار عن هذه القواعد هل هي مما له انتظام في سلك الأحكام المشروعة للأنام من سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام وصحبه الفخام أم لا.

فالأول لا ريب أن ذلك من المستحسنات الداخلة تحت عموم قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٢) و: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ


(١) قاضي عسير: هو الشريف حمو د بن محمد بن أحمد بن أبي مسمار، الحسني، التهامي (١١٧٠ - ١٢٣٣ هـ). كان نائبا لإمام صنعاء المنصور علي بن المهدي عباس على منطقة أبي عريش والمخلاف السليماني (بلاد عسير) وقد انضم إلى سلطان نجد عبد العزيز بن سعود في زحفه على تهامة، بعد أن وسع سيطرته واستولى على اللحية والحديدة وزبيد وحيس، وتجددت حروبه مع ابن سعود في سنة ١٢٢٤ هـ. وكان ابن الإمام المنصور المتوكل أحمد، قد جهز لحربه قبل خلافته في هذا العام، ثم جرى بينهما صلح كان باطلاع شيخ الإسلام الشوكاني، ثم انتقض هذا الصلح ... وقامت حروب بينهما سنة ١٢٢٩ هـ ولكن ضعف صنعاء كان بالغا ولم تعد سيطرتها على تهامة إلا في عهد خلفه (المهدي عبد الله) سنة ١٢٣٣ بمساعدة قوات محمد علي والي مصر.
وقد عرف الشريف حمود بالبطولة والكرم والعلم، ووضع القاضي عبد الرحمن البهكلي سيرة له سماها " نفح العود بسيرة الشريف حمود ".
وانظر: " البدر الطالع " (١/ ٢٤٠)، " نيل الوطر " (١/ ٤٠٨ - ٤١٤).
(٢) [المائدة: ٢].