للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثلاثة مطابقة للواقع لا عن نص قاطع، وحملوا الصحابة على السلامة حتى أداهم حملهم على سلامتهم من الخطأ، وهم لا يثبتون لهم عصمة إن أدخلوا معاوية ومن شايعه في مسمى الصحابة المترضى عنهم. ومع ما قد ورد في صحيح الخبر أن رئيس الفئة الباغية قتلة عمار بن ياسر (١)، وقد حارب عليًا وعاداه القائل في حقه الصادق [٣] المصدوق بمشهد من الصحابة، وخشي الجفاء بعد ترحم: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " (٢) وهذه الأخواض وإن كنا غير متعبدين بها إلا أنه يتحصل منها موالات من يجب موالاته، ومعاداة من يجب علينا معاداته، والموالاة والمعاداة لها أصل في الشريعة، فإن الترضية عن الباغي موالاة، وشتمه معاداة. قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} (٣) إلى آخر الآية، فإذا كان هذا حال أهل البلد في المخالفة وتخطئة كل للآخر، هل أحدهما يصيب والآخر يخطئ؟ أم يصيبان؟ أم يخطئان؟ وكيف حال صلاة أحد هؤلاء بعد الآخر على ما يعتقده من خطئه في هذه العقيدة؟ وإن أتى بصلاته كاملة الشروط على مذهبه، وهل يصوغ أن يترك من أراد الحضور معهم لجمعة أو جماعة، أم كيف يكون الحال معهم؟ بينوا الطريقة المنجية لجايئها بحسب ما عرفتم.

السؤال الخامس عن الاجتماعات في المساجد للدرس على الميت والتعزية ثلاثة أيام، ويقع من الإنشاد ما صار حكم اللازم، ثم البيوت لقراءة المواليد ليلة سابع


(١) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٧٣/ ٢٩١٦) وأحمد (٦/ ٢٨٩، ٣٠٠، ٣١٥) والبيهقي في " السنن الكبرى " (٨/ ١٨٩) والطيالسي (١٥٩٨) والنسائي في " فضائل الصحابة " (١٧٠) والطبراني في " الكبير " (٢٣/ ٨٥٢ و٨٥٤ و٨٥٥، ٨٥٦) والبغوي في " شرح السنة " رقم (٣٩٥٢) من طرق، من حديث أم سلمة. قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " تقتل عمارًا الفئة الباغية ".
(٢) أخرجه الطبراني في " الكبير " (٤/ ١٦ - ١٧ رقم ٣٥١٤).
وأورده الهيثمي في " المجمع " (٩/ ١٠٦) وقال: ورجاله وثقوا.
(٣) [المجادلة: ٢٢].