للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راكب ويسلمها وهو قائم، والمستلم جالس، وأن يثلثل تلتلة، ويؤخذ بتلبيبه ويقال له أد الجزية وإن كان يؤديها ومزح في قفاه انتهى، وقال الفقيه يوسف في الثمرات (١) في تفسير هذه الآية ما لفظه: وفي هذه الجملة حكمان: الأول: وجوب قتال من هذه صفته حتى يخرج عن هذه الصفة بالإسلام، أو يبذل الجزية فيقر على ذلك، وإن كانوا يرتكبون من المنكرات العظائم من الكفر، وشرب الخمر، وأكل الخنزير، وغير ذلك.

ومثل هذا لا يكون في حق من أسلم أن يؤخذ منه عوض، ويقر على المعاصي؛ لأن الشرع قد ورد بهذا، ولا بد أن يكون مصلحة وإن جهل وجهها، مع أن إقرارهم بالجزية قد يكون لطفا لنا بالشكر على قهرهم، ولطفا لهم يكون لهم باعثا على الدين لأجل المخالطة، انتهى.

وقال السيوطي (٢): قوله تعالى: {وهم صاغرون} أخرج ابن أبي حاتم (٣) عن المغيرة أنه قال لرستم: أدعوك إلى الإسلام، أو تعطي الجزية وأنت صاغر، قال: أما الجزية فقد عرفتها فما قولك: وأنت صاغر؟ قال: تعطيها وأنت قائم وأنا جالس والسوط على رأسك (٤).

وأخرج أبو الشيخ (٥) عن سعيد بن المسيب قال: أحب لأهل الذمة أن يتعبوا في أداء


(١) الثمرات اليانعة المصطفة من آي القرآن المجتناة من كلام الإله الرحمن" مؤلفه: يوسف بن أحمد الثلائي اليمني.
مؤلفات الزيدية (١/ ٣٥١).
(٢) في "الدر المنثور" (٤/ ١٦٨).
(٣) في تفسيره (٦/ ١٧٨٠ - ١٧٨١، رقم (١٠٠٤٢).
(٤) عن أبي سعد قال: بعث المغيرة إلى رستم، فقال له رستم: ما تدعو؟ فقال له: أدعوك إلى الإسلام، فإن أسلمت فلك ما لنا وعليك ما علينا، قال: فإن أبيت؟ قال: فتعطي الجزية عن يد وأنت صاغر، فقال لترجمانه، قل له: أما إعطاء الجزية فقد عرفتها، فما قولك وأنت صاغر؟ قال: تعطيها وأنت قائم وأنا جالس، وقال غير أبي سعد: والسوط على رأسك.
(٥) عزاه إليه السيوطي في "الدر المثنور" (٦/ ١٦٩).