للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مردويه (١)، وأبو نعيم (٢)، والبيهقي (٣) عن أنس وعائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" وأخرج ابن سعد (٤)، والبيهقي في السنن (٥) عن جابر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: "إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشياطين، وصوت عند مصيبة، وخمش وجه، وشق جيوب، ورنة شيطان".

وأخرج الديلمي (٦) عن أبي أمامة مرفوعًا: "إن الله يبغض صوت الخلخال كما يبغض صوت الغناء" والأحاديث المروية في هذا الجنس في هذا الباب في غاية الكثرة. وقد جمع منها جماعة من العلماء مصنفات كابن حزم، وابن طاهر، وابن أبي الدنيا، وابن حمدان الأربلي، والذهبي، وغيرهم، وأكثر الأحاديث المذكورة فيها في النهي عن آلات الملاهي.


(١) عزاه إليه صاحب "كنز العمال" (١٥/ ٢٢٢).
(٢) من حديث عائشة عزاه إليه صاحب "كنز العمال" (١٥/ ٢٢٢).
(٣) انظر المصدر السابق.
وهو حديث صحيح. وله شاهد من حديث جابر سيأتي.
(٤) في "الطبقات" (١/ ١٣٨).
(٥) في "السنن الكبرى" (٤/ ٦٩) و"الشعب" (٧/ ٢٤١ رقم ١٠٦٣، ١٠٦٤).
قلت: وأخرجه الحاكم (٤/ ٤٠) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" رقم (٦٤). والطيالسي في مسنده رقم (١٦٨٣) وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٣٩٣) والبغوي في "شرح السنة" (٥/ ٤٣٠ - ٤٣١) وأخرجه الترمذي رقم (١٠٠٥) مختصرًا. وهو حديث حسن لغيره.
قال ابن تيمية في "الاستقامة" (١/ ٢٩٢ - ٢٩٣): "هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء كما في اللفظ المشهور، عن جابر بن عبد الله" صوت عند نعمة: لهو ولعب، ومزامير الشيطان" فنهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة، كما نهى الصوت الذي يفعل عند المصيبة، والصوت الذي عند النعمة هو صوت الغناء".
(٦) في "مسنده" (١/ ٢٤٤) بإسناد ضعيف جدًا.