للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- بل على وجوبه - بالإجماع، وكلامه صحيح، واستدلاله بالإجماع واضح؛ فإنه ما زال سلف هذه الأمة وخلفها يجرحون من يستحق الجرح من رواة الشريعة، ومن الشهود على دماء العباد وأموالهم وأعراضهم، ويعدلون من يستحق التعديل. ولولا هذا لتلاعب بالسنة المطهرة الكذابون، واختلط المعروف بالمنكر، ولم يتبين ما هو صحيح مما هو باطل وما هو ثابت مما هو موضوع، وما هو قوي مما هو ضعيف؛ للقطع بأنه ما زال الكذابون يكذبون على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.

وقد حذر من ذلك رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فقال: " إنه سيكون في هذه الأمة دجالون كذابون، فإياكم وإياهم ". وهذا ثابت في الصحيح (١)، وثبت في الصحيح (٢) أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قال: " إنه سيكذب علي، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وثبت عنه في الصحيح (٣) أيضًا أنه قال: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم ". الحديث.

وثبت عنه في الصحيح (٤) أيضًا أنه قال [٤ب]: " خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم


(١) أخرج مسلم في صحيحه رقم (٧/ ٧) وأحمد في " المسند " (٢/ ٣٤٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، ولا يضلونكم ولا يفتنونكم ".
(٢) أخرج البخاري في صحيحه رقم (١١٠، ٦١٩٧) ومسلم رقم (٣) في المقدمة، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
وأخرج البخاري في صحيحه رقم (١٠٧) وأبو داود رقم (٣٦٥١) وابن ماجه رقم (٣٦) وابن أبي شيبة في " المصنف " (٨/ ٣٦٠) وأحمد (١/ ١٦٥، ١٦٧) من حديث الزبير بن العوام، ولفظه: " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ".
(٣) أخرج البخاري في صحيحه رقم (١٢٩١) ومسلم رقم (٤) في المقدمة من حديث المغيرة بن شعبة بلفظ: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ".
(٤) تقدم تخريجه مرارا من حديث عمران بن الحصين، وابن مسعود، والنعمان بن بشير.
انظر " الصحيحة " رقم (٧٠٠).