للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلميح إلى أنه قد جمع لهم من فضله ما لم يتفضل به على غيرهم من عباده، وكأن ذلك كالجواب على من رام أن يحصل له ما حصل لهم من هذه المناقب العظيمة، أو نافسهم فيها، أو حسدهم عليها.

وقد ذكر جماعة من المفسرين في مناقب أهل اليمن آيات قرآنية منها ما ورد في فضل مكة والمدينة، وهما من اليمن، ومنها ما ورد في فضل المقدس، والحرم الشريف وهما من اليمن، ومنها قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (١) فمدحهم الله - سبحانه - بقوة اليقين، ومنها قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (٢)، ومنها قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أنا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} (٣) فإنها في اليمن.


(١) [البقرة: ١٩٧].
أخرج البخاري في صحيحه رقم (١٥٢٣) وأبو داود رقم (١٧٣٠) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).
وهو حديث صحيح.
(٢) [الحج: ٢٧].
أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٤٨٧ رقم ١٣٨٧٨) عن ابن عباس قال لما أمر الله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه في أذنيه ثم نادى: إن الله كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم، فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء وأول من أجابه أهل اليمن".
وانظر: "الدر المنثور" (٦/ ٣٢)
(٣) [السجدة: ٢٧].
أخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (١١\ج٢١/ ١١٥) وابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٣١١١ رقم ١٧٨٦١).
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٥٥٦) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) قال: أرض اليمن