للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الطاهرين.

اعلم أنه قد طال الخلاف بين أهل العلم في مستقر أرواح الأموات من المؤمنين والعاصين بعد مفارقتها للأجساد. فذهب جمهورهم إلى أنها في حواصل طيور في الجنة يذهب حيث شاءت، واستدلوا. مما ورد من الأحاديث التي يتضمن بعضها مستقر أرواح الشهداء على الخصوص، وبعضها مستقر أرواح المؤمنين على العموم، فمن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم (١) وغيره من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-[١أ]:" أرواح الشهداء عند الله في حواصل طيور خضر تسرح في أنهار الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش "، وأخرجه أحمد (٢)، وأبو داود (٣)، والحاكم (٤)، والبيهقي (٥) من حديث ابن عباس.

وأخرج نحوه بقى بن مخلد (٦) من حديث أبي سعيد، وأخرج نحوه أيضًا أبو الشيخ من حديث أنس، وأخرجه أيضًا هناد بن السري (٧)، وابن منده (٨) من حديث أبي سعيد الخدرى من وجه آخر, وأخرج ابن أبي حاتم (٩) من حديث ابن مسعود: " أن أرواح


(١) في صحيحه رقم (١٢١/ ١٨٨٧).
(٢) في المسند (١/ ٢٦٦).
(٣) في السن رقم (٢٥٢٠).
(٤) في المستدرك (٢/ ٨٨): وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٥) في السنن الكبرى (٩/ ١٦٣) في الدلائل ٣/ ٣٠٤) وهو حديث صحيح.
(٦) عزاه إليه ابن القيم في "الروح " (ص ١١٤).
والسيوطى في " شرح الصدور " (ص ٣٠٥).
(٧) في كتاب الزهد (١/ ١٢١ رقم ١٥٦) بإسناد ضعيف جدا.
(٨) عزاه إليه السيوطي في " شرح الصدور " (ص ٣٠٥).
(٩) عزاه إليه السيوطي في " شرح الصدور " (ص ٣٧٣).