كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء

عباداً لَيسوا بأَنبياءَ ولا شهداءَ يغبِطُهم النَّبيونَ والشهداءُ يومَ القيامةِ بمَقعدِهم وقُربِهم مِن اللهِ عزَّ وجلَّ»، وفي القومِ رجلٌ أعرابيٌّ فجَثا بركبتِهِ، وأَومأَ بيدِهِ نحوَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم قالَ: يا رسولَ اللهِ حدِّثنا عنهم،

قالَ: فلقد رأيتُ البِشْرَ في وجهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين سأَلَه، فقالَ: «هم عبادٌ مِن عبادِ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن بلدانٍ شتَّى وقبائلَ شتَّى ومِن شعوبِ القبائلِ، لم يكنْ بينَهم أرحامٌ يتواصَلونَ بها ولا دُنيا يتبادَلونَها، تحابُّوا بروحِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يجعلُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يومَ القيامةِ منابِرَ مِن نورٍ، ويجعلُ وجوهَهم مِن نورٍ بينَ يَدي الرحمنِ عزَّ وجلَّ أمامَ العرشِ، يخافُ الناسُ ولا يَخافونَ، ويفزعُ الناسُ ولا يَفزعونَ».

الثمانون للآجري (١٧) حدثنا أبوالعباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان قال: حدثنا بشر بن الوليد القاضي قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة .. (١).

٢١٩٣ - عن أبي أمامةَ الباهليِّ، عن النبيِّ قالَ: «ما مِن رجلٍ طلبَ حاجةً لأخيهِ المسلمِ فقَضاها له وأَفرحَ بِها قلبَهُ إلا قالَ اللهُ لبعضِ ملائكَتِه: بشِّرْ عَبدي هذا بالجنةِ، ثم يجعلُ لكلِّ عضوٍ مِن أعضائِهِ ومفصلٍ مِن مفاصلِهِ سبعينَ لساناً يَحمدونَ اللهَ ويُسبحونَهُ ويُقدِّسونَه بتلكَ الأَلسنِ كلِّها، ويُكتبُ له ذلكَ في ملكوتِ السماواتِ، فإذا رَأى قلبَه ذلكَ مِن أعضائِهِ فرحَ فرحاً شديداً بما يَرجو مِن ثوابِ اللهِ، ثم يُرسلُ سبعينَ ألفَ مَلَكٍ فيأمُرُهم أنْ يُقيموا الصفوفَ، ثم يُرسلُ ملَكاً فيتقدَّمُ بِهم فيُصلِّي بِهم ثلاثةَ أيامٍ ولَياليها، فإذا فَرغوا مِن الصلاةِ اجتَهَدوا في الدعاءِ في خيرِ الدُّنيا والآخرةِ، فصلاتُهم المقبولةُ، ودعاؤُهم المُستجابُ

(١) بشر بن الوليد القاضي وإسماعيل بن عياش تكلم فيهما.
والحديث عند أحمد من طريق شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري، انظر المسند الجامع (١٢٥٩٨).