للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينَ الأُفقينِ للغُلامِ».

٤١٥٦ - عن عُتي السَّعديِّ قال: خرجتُ في طلبِ العلمِ حتى قدمتُ الكوفةَ، فإذا بعبدِاللهِ بنِ مسعودٍ بينَ ظَهرانَي أهلِ الكوفةِ، فسألتُ عنه فأُرشدتُ إليه، فإذا هو في مسجدِ الأعظمِ، فأتيتُه فقلتُ: يا أبا عبدِالرحمنِ، إنِّي جئتُ أضربُ إليكَ أقتبسُ مِنك علماً لعلَّ اللهَ ينفعُنا به بعدَكَ، قالَ لي: مِمن الرجلُ؟ فقلتُ: مِن أهلِ البصرةِ، فقالَ: مِمن؟ فقلتُ: مِن هذا الحيِّ مِن بَني سعدٍ، فقالَ لي: يا سعديُّ، لأحدِّثن فيكم بحديثٍ سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَتاه رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ألا أَدلكَ على قومٍ كثيرةٌ أَموالُهم كثيرةٌ شوكتُهم تُصيبُ مِنهم مالاً دثراً أو قالَ كثيراً؟ فقالَ: «مَن هم؟» فقالَ: هم هذا الحيُّ مِن بَني سعدٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَه، فإنَّ بني سعدٍ عندَ اللهِ ذو حظٍّ عظيمٍ».

سلْ يا سعديُّ، فقلتُ: أبا عبدِالرحمنِ، هل للساعةِ مِن عَلَمٍ تُعرفُ به الساعةُ؟ قالَ: وكانَ مُتكئاً فاستَوى جالساً فقالَ: يا سعديُّ، سألتَني عمَّا سألتُ عنه رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، هل للساعةِ مِن عَلَمٍ تُعرفُ به الساعةُ؟ فقالَ لي: «يا ابنَ مسعودٍ، إنَّ للساعةِ أعلاماً، وإنَّ للساعةِ أشراطاً، ألا وإنَّ مِن أعلامِ الساعةِ وأشراطِها أَن يكونَ الولدُ غيظاً، وأنْ يكونَ المطرُ قيظاً، وأنْ يفيضَ الأشرارُ فيضاً، يا ابنَ مسعودٍ، إنَّ مِن أعلامِ الساعةِ وأشراطِها أَن يُصدَّقَ الكاذبُ ويُكذَّبَ الصادقُ، يا ابنَ مسعودٍ إنَّ منِ أعلامِ الساعةِ وأشراطِها أَن يُؤتمنَ الخائنُ وأَن يُخوَّنَ الأمينُ، يا ابنَ مسعودٍ إنَّ مِن أعلامِ الساعةِ وأشراطِها أَن تواصل الأطباقُ وتقاطع الأرحامُ، يا ابنَ مسعودٍ إنَّ مِن أعلامِ الساعةِ وأشراطِها أَن يَسودَ كلَّ قبيلةٍ منافِقوها [وكلَّ سوقٍ (١)] فُجارُها،


(١) ليست في المطبوع، واستدركتها من معجمي الطبراني الأوسط (٤٨٦١) والكبير (١٠٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>