للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٢٤] مسندُ قيسِ بنِ عاصمٍ المِنْقَريِّ

٤٩٥٨ - عن قيسِ بنِ عاصمٍ قالَ: أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا دنوتُ مِنه سمعتُه يقولُ: «هذا سيدُ أهلِ الوَبرِ»، فسلمتُ وجلستُ وقلتُ: يا رسولَ اللهِ، المالُ الذي لا يكونُ عليَّ فيهِ تَبِعةٌ مِن ضيفٍ ضافَني أو عيالٍ كثُروا؟ قالَ: «نِعمَ المالُ أربعونَ مِن الإبلِ، والكثيرُ ستونَ، ويلٌ لأصحابِ المِئين إلا مَن أَعطى في رسلِها ونجدتِها، وأَفقرَ ظهرَها، وأَطرقَ فحلَها ونحرَ سمينَها، وأَطعمَ القانعَ والمُعترَّ».

قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أكرمَ هذه الأخلاقَ، إنه لا يَحل بالوادي الذي أَنا فيه مِن كثرةِ إِبلي، قالَ: «فكيفَ تَصنعُ بالمَنيحةِ؟» فقالَ: إنِّي لأَمنحُ في كلِّ عامٍ مئةً، قالَ: «فكيفَ تصنعُ بالغاديةِ؟» (١) قالَ: تَغدو الإبلُ ويَغدو الناسُ، فمَن أَخذَ برأسِ بعيرٍ ذهبَ به، قالَ: «فكيفَ تصنعُ بالفقارِ؟» قالَ: إنِّي لأفقرُ البكرَ الصريحَ والنابَ المدبرَ.

قالَ: «مالُكَ أحبُّ إليكَ أم مالُ مَواليكَ؟» قالَ: بلْ مَالي، قالَ: «فإنَّ ما لكَ مِن مالِكَ إلا ما أكلتَ فأَفنيتَ، ولبستَ فأبليتَ، و أَعطيتَ فأَمضيتَ، وما بقيَ فلمولاكَ»، قلتُ: لمولايَ؟ قالَ: «نَعم، قالَ أمَا واللهِ لئِن بقيتُ لأدعنَّ عدتَها قليلاً».

قالَ الحسنُ: ففعلَ رحمَه اللهُ، فلمَّا حضرَتهُ الوفاةُ دَعى بَنيه فقالَ (٢): يا بَنيَّ خُذوا عنِّي، فلا أجدُ أنصحَ لَكم مِني، إذا أَنا متُّ فسوِّدوا أَكابرَكم ولا تسوِّدوا


(١) في رواية ابن الأعرابي: «فكيفَ تَصنعُ في الطَّروقَةِ؟» قالَ: يَغدوا الناسُ بِجِمالِهم ولا يُوزَعُ رجلٌ عن جملٍ يخطمُهُ فيُمسكُه ما بَدا لَه، حتى يكونَ هو يردُّهُ.
(٢) من هنا عند النسائي وأحمد، انظر المسند الجامع (١١٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>