للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كأنَّما على رُؤوسِهم الطيرُ، وإذا سكتَ تكلَّموا، ولا يَتنازعونَ عندَه، مَن تكلَّمَ أنصَتوا لَه حتى يَفرغَ، حديثُهم عندَهُ حديثُ أوَّلِهم، يَضحكُ مِما يَضحكونَ مِنه، ويتعجَّبَ مِما يتعجَّبونَ مِنه، ويَصبرُ للغريبِ على الجَفوةِ في مَنطقِهِ ومسأَلتِهِ، حتى إنْ كانَ أصحابُهُ لَيَستجْلِبونَهم، ويقولُ: «إذا رأيتُم طالبَ الحاجةِ يطلُبُها فأَرْفِدوه»، ولا يقبلُ الثناءَ إلا مِن مُكافئٍ، ولا يقطعُ على أحدٍ حديثَهُ حتى يجوزَهُ فيَقطعَه بنهيٍ أو قيامٍ.

قالَ: قلتُ: كيفَ كانَ سكوتُهُ؟ قالَ: كانَ سكوتُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أربعٍ: الحِلْمِ والحذرِ والتقديرِ والتفكيرِ، فأمَّا تَقديرُهُ ففي تَسويتِهِ النَّظرَ بينَ الناسِ واستماعِهِ مِنهم، وأمَّا تفكيرُهُ ففيما يَبقى ويَفنى، وجُمعَ له الحِلمُ في الصبرِ، فكانَ لا يُغضبُه شيءٌ ولا يَستفزُّهُ، وجُمعَ له الحذرُ في أربعٍ: أخذِهِ بالحُسنى ليُقتدَى بِه، وتركِهِ القبيحَ ليُنتَهى عنه، واجتهادِهِ الرأيَ في ما أصلحَ أُمتَهُ، والقيامِ فيما جمعَ لهم أمرَ الدُّنيا والآخرةِ. (١)

١ - الموفقيات (٢١١)، والأحاديث الطوال (٢٩) حدثنا علي بن عبدالعزيز، قالا (الزبير بن بكار وعلي بن عبدالعزيز): حدثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل النهدي

وحديث أبي نصر العكبري وغيره للضياء (٤٧) أخبرنا الشيخ الجليل أبومحمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي بقراءتي عليه قلت له: أخبركم جدك أبوالقاسم الحسين: أخبرنا أبوالقاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء السلمي المصيصي: أخبرنا أبومحمد عبدالرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر: حدثنا أبوعلي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري: حدثنا زكريا بن يحيى السجزي: حدثا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وهو ابن راهويه وعلي بن محمد


(١) ذكر الزبير بن بكار في الموفقيات تفسيراً لغريب الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>