للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلمَّا كانَ في الليلةِ الثانيةِ طافَا حتى انتَهيا إلى الموضعِ فإذا هما بالشيخِ على مثلِ حالتِهِ في المرةِ الأُولى وهو يَتغنَّى:

إنَّما هيجَ البلا ... حينَ غض السفرجلا

فرَماني وقالَ لي ... كُن بعينيَّ مُبتلا

ولقدْ قامَ لحظه ... لي على القلبِ بالقِلى

فحرَّكاه بأَرجُلِهما وقالا له: يا شيخُ، أينَ التوبةُ مِنكَ! فقالَ: ارفُقا بي واسمَعا مِني، إنَّ إِخواني الذينَ ذكرتُهم لكم البارحةَ غَدوا عليَّ الليلةَ في يومِهم هذا وحلَفوا لي أنَّه مَتى ما عملَ الشرابُ مِني لم يُخرجوني، فعملَ فيَّ وفيهم، فخرجتُ وهم لا يَعلمونَ، فإنْ رأيتُما أَن تَزيدا في العفوِ فافعَلا، فقالَ صاحبُ العَسسِ لصاحبِ الخبرِ: اكتُمْ عليَّ أَمرَه حتى أُطلِقَه، قالَ: قَد فعلتُ، قالَ: انصرفْ يا شيخُ، فانصرفَ الشيخُ.

فَطافا في الليلةِ الثالثةِ حتى انتَهيا إلى الموضعِ فإذا هما بالشيخِ على مثلِ تلكَ الحالةِ يَتغنَّى:

ارضَ عنِّي فطالمَا قد سَخطتا ... أنتَ ما زلتَ جافياً مُذ عرفتا

أنتَ ما زلتَ جافياً لا وَصولا ... بَل بهذا فَدتكَ نَفسي ألفتا

مَا كذا يَفعلُ الكرامُ بَنو الناسِ ... بأَحبابِهم فلمْ كنتَ أنتا

قالَ: فحرَّكاهُ بأَرجُلهما وقَالا له: هذه الثالثةُ ولا عفوَ، قالَ أخطأتُما قَالا: كيفَ؟ قالَ: حدثني محمدُ بنُ عَمرو، عن أبي سلمةَ بنِ عبدِالرحمنِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن شربَ الخمرَ لم تُقبلْ له صلاةٌ أَربعينَ ليلةً، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليهِ، فإنْ شربَها الثانيةَ لم تُقبلْ له صلاةٌ أَربعينَ ليلةً، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليهِ، فإنْ شربَها الثالثةَ لم تُقبلْ له صلاةٌ أَربعينَ ليلةً، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>