للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما شأنُكَ؟ فأقولُ: يا ربِّ وَعَدتني الشفاعةَ، فشفِّعْني في أهلِ الجنةِ فيَدخلون الجنةَ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: قد شفعتُكُ وقد أَذنتُ لهم في دخولِ الجنةِ».

كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «والذي بَعَثني بالحقِّ، ما أَنتم في الدُّنيا بأعرفَ بأزواجِكم ومَساكِنِكم مِن أهلِ الجنةِ بأزواجِهم ومساكِنِهم، فيدخلُ كلُّ رجلٍ واحدٍ مِنهم على ثِنتينِ وسَبعينَ زوجةً مِما يُنشئُ اللهُ عزَّ وجلَّ وثِنتينِ آدمِيَّتينِ مِن ولدِ آدمَ، لهما فضلٌ على مَن أنشأَ اللهُ بعبادَتِهما في الدُّنيا، فيَدخلُ على الأُولى في غرفةٍ مِن ياقوتةٍ على سريرٍ من ذهبٍ مُكللٍ باللؤلؤِ، عليها سَبعونَ زوجاً مِن سُندسٍ وإستبرقٍ، ثم إنَّه يضعُ يدَه بينَ كَتفيها، ثم ينظرُ إلى يدِه مِن صدرِها وراءَ ثيابِها وجلدِها ولحمِها، وإنَّه لَينظرُ إلى مُخِّ ساقَيها كما يَنظرُ أحدُكم إلى السلكِ في قَصبةِ الياقوتِ، كبدُها له مِرآةٌ، كبدُه لها مِرآةٌ، فينَما هو عندَها لا يَملُّها ولا تَملُّه، ولا يأْتيها مِن مرةٍ إلا وجدَها عذراءَ، ما يفترُ ذَكَرُه وما يَشتكي قُبُلُها، فبينَما هو كذلكَ إذ نُودوا: إنَّا قد عرفْنا أنَّك لا تَملُّ ولا تُمَلُّ، إلا أنَّه لا منيَّ ولا منيَّة، إلا أنَّ لكَ أزواجاً غيرَها، فيخرجُ فيأْتيهن واحدةً واحدةً، كلمَّا جاءَ واحدةً قالتْ له: واللهِ ما أَرى في الجنةِ شيئاً أحسنَ مِنكَ ولا في الجنةِ شيءٌ أحبُّ إليَّ مِنكَ.

وإذا وقَع أهلُ النارِ في النارِ، وقعَ فيها خلقٌ مِن خلقِ ربِّكَ أَوْبَقَتهم أعمالُهم، فمِنهم مَن تأخذُ النارُ قدَميهِ لا تُجاوزُ ذلكَ، ومِنهم مَن تأخُذُه إلى نصفِ ساقِهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه إلى رُكبتيهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه إلى حِقويهِ، ومِنهم مَن تأخذُ جسَدَه كلَّه إلا وجهَه، حرَّمَ الله صُورتَه عليها».

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فأقولُ: يا ربِّ شفِّعني في مَن وقعَ في النارِ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أخرِجوا مَن عرفتُم، فيخرجُ أولئكَ حتى لا يَبقى مِنهم أحدٌ، ثم يأذنُ في الشفاعةِ، فلا يَبقى نبيٌّ ولا شهيدٌ إلا شفعَ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أخرِجوا مَن

<<  <  ج: ص:  >  >>