للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ (١) ".

فأَشار إِلى أَن الْآيَةَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْغُلُوِّ يَشْتَمِلُ مَعْنَاهَا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ (٢) غُلُوٌّ وإِفراط، وأَكثر هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الْمُقَيَّدَةِ آنِفًا، خَرَّجَهَا (٣) الطَّبَرِيُّ (٤).

وخرَّج أَيضاً (٥) عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ؛ قَالَ: "كَانَ يُقَالُ: اعْمَلْ وأَنت مُشْفِق، وَدَعِ الْعَمَلَ وأَنت تحبه، عملٌ دَائِمٌ وإِن قَلّ (٦) ".

وأَتى معاذاً رجُلٌ فقال: أَوصني؛ قال: أَمطيعني أَنت؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ (٧): صَلّ وَنَمْ، وصُمْ وأَفطر (٨)، واكْتَسِبْ، وَلَا تأْت اللَّهَ إِلا وأَنت مسلم، وإِياك ودعوة المظلوم! (٩).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٣٩٠٧)، وأحمد في "المسند" (١/ ٢١٥ و٣٤٧)، وابن ماجه (٣٠٢٩)، وابن أبي عاصم في "السنة" (٩٨)، والنسائي (٤٠٦٣)، وأبو يعلى (٢٤٢٧ و٢٤٧٢)، وابن الجارود (٤٧٣)، وابن خزيمة (٢٨٦٧ و٢٨٦٨)، وابن حبان (٣٨٧١/الإحسان)، والحاكم (١/ ٤٦٦)، جميعهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، عن ابن عباس، به.
وسنده صحيح، وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (١٢٨٣)، وحكى تصحيحه أيضاً عن النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية.
(٢) في (ر) و (غ): "من هو".
(٣) في (خ): "أخرجها".
(٤) في المفقود من "تهذيب الآثار" فيما يظهر.
(٥) وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١٣٣٣)، ووكيع في "الزهد" (٢٣٢)، والمروزي في "زوائد الزهد" (١١١٠)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٩٧١)، جميعهم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة أنه قال: "كان يقال: اعمل وأنت مشفق، ودع العمل وأنت تحبه، عمل صالح دائم وإن قلّ".
ورجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس كما في "التقريب" (١٠٩٢)، ولم يصرِّح بالسماع.
(٦) كذا في النسخ الثلاث، إلا أن هناك علامة على هذا الموضع في (خ)، وكتب في الهامش: "خير من عمل كثير منقطع"؛ على أنه تكملة لكلام يحيى بن جعدة، وكأنه بخط الناسخ.
(٧) في (خ): "قل".
(٨) في (خ): "وأفطر وصم".
(٩) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٦٨٦)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص٢٢٥)،=