للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا فرق؛ فيلزمهم التحكم، وهو باطل عند جميع العقلاء، وإن قالوا عام سئلوا أيضا لذلك مستند من الشارع خصص المحظورات بما ذكرتم وهو صرف ما يتحصل منها في أنواع البر كما خصص حظر الميتة بالاضطرار إليها والخمر بالغصة، فإن قالوا: نعم قلنا لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولا برهان لهم البتة وهم كاذبون إن ادعوه، وإن قالوا: لا مستند لنا من الشرع، وإنما هو شيء استحسنته عقولنا وثمرته ظاهرة لدينا، قلنا لهم: خالفتم قاعدة من قواعد الدين يعرفها الصالح والطالح وهي درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وبنتم عن الدين، وبارزتم رب العالمين، حيث أبحتم ما حرمه عليكم باليقين فبؤتم بإثمكم وإثم الأريسيين الذين اتبعوكم، فيلزمكم إن كنتم من قبل مؤمنين أن تتنصلوا من ذلك وتعلنوه لدى الكافة، وترجعوا إلى رب العالمين؛ وإلا فالويل لكم والدمار والعار يلحقكم يوم القيامة هو أشد عار، ويا أيها المؤمنون اطلبوا ما كلفكم به رب العالمين، واعملوا به تنالكم سعادة الدارين، وتخلصوا من ربقة الغاوين شياطين الإنس والجن في الدين وبذلك يرجع إليكم شرفكم الأثيل وترتقوا منصة هي أعلى من القلب والإكليل، وتنقطع رغبة الغير فيكم وتنالوا منتهى العز المطلوب لديكم، وهنا انتهى ما يسره من بني السماء بغير عمد وزينها بالنجوم الراجمة لكل معاند، فسد متبع آراء الكافرين منابذ لما عليه كافة المؤمنين ثم أني أعترف بعجزي وقصوري لدى أهل المعرفة والبيان، وأطلب منهم الصفح عما وجدوه فيما كتبته من الخطأ والنسيان؛ لأن ذلك وصف لازب لكل إنسان لم يحفظ من قبل مالك الأمر والشأن وأحمد الله تعالى على إتمام ذلك وأطلب من الله أن ينفعني به وكل

<<  <   >  >>