للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«مصر» للقيام بهذه المهمة، ونجح فى طرد الروم نهائيا، بعد أن

ألحق بهم هزيمة منكرة، وقتل «مانويل» قائد حملتهم.

استمرار فتح شمال إفريقيا فى عهد عثمان:

لما ولى «عبدالله بن سعد بن أبى السرح» ولاية «مصر» من قبل

«عثمان بن عفان»؛ كتب إليه أن الروم الذين لا يزالون يسيطرون على

«شمال إفريقيا» يغيرون على حدود «مصر» الغربية، ولابد من

مواجهتهم قبل أن يتجرءوا ويهاجموا «مصر» نفسها، فاقتنع

«عثمان» بعد أن استشار كبار الصحابة، وأذن له بتجريد حملات

عسكرية لردعهم وكف عدوانهم، كما أرسل إليه جيشًا من «المدينة»

مددًا، يضم عددًا من الصحابة كابن عباس، و «عبد الله بن الزبير» رضى

الله عنهما.

وفى سنة (٢٧هـ = ٦٤٧م) انطلق جيش المسلمين بقيادة «عبدالله بن

سعد»، وتوغل غربًا حتى وصل إلى «قرطاجنة» عاصمة إقليم

«تونس» فى ذلك الوقت، ودارت عدة معارك بين المسلمين وبين

ملكها «جريجوار» أو «جرجير» كما تسميه المصادر العربية، انتهت

بانتصارالمسلمين وقتل الملك «جريجوار» على يد «عبدالله بن

الزبير».

ولم تكن تلك الحملة تهدف إلى الاستقرار، بل إلى ردع العدوان، ولذا

اكتفى «عبدالله بن سعد» بعقد معاهدات صلح مع زعماء تلك البلاد

تعهدوا فيها بدفع مبلغ كبير.

وبعد عودة «عبدالله بن سعد» إلى «مصر»، قام بفتح بلاد النوبة

جنوبًا سنة (٣١هـ = ٦٥١م)، وعلى الرغم من أنها لم تخضع بلاد

«النوبة» للمسلمين، فإنها انتهت بعقد صلح بين الطرفين، اتفقا فيه

على تبادل التجارة والمنافع.

نشأة الأسطول الإسلامى:

يُعد إنشاء الأسطول الحربى الإسلامى من أعظم الإنجازات التى تمت

فى عهد أمير المؤمنين «عثمان بن عفان» فبعد الفتوحات الإسلامية

فى «مصر» و «الشام» وجد المسلمون أنفسهم قد سيطروا على

الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط، الذى كان يُعرَف وقتئذٍ

ببحر الروم، لأن سيطرتهم عليه كانت كاملة، ولم تنازعهم فى ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>