للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*حنظلة بن صفوان الكلبى]

كان «حنظلة» واليًا على «مصر»، وكان ذا كفاءة عالية وخبرة

كبيرة، فضلا عن إلمامه بأخبار «المغرب» وأوضاعه بحكم

الجوار بين «مصر» و «المغرب»، فوقع عليه اختيار الخليفة

«هشام بن عبدالملك» لتولى شئون «المغرب»، وأمره بالتوجه

إليها فى سنة (١٢٤هـ= ٧٤٢م)، فخرج على رأس جيش بلغ تعداده

ثلاثين ألف مقاتل، قاصدًا «القيروان»؛ لمواجهة أحداث المغرب.

ووصلت الأخبار إلى «حنظلة» بمسير البربر إليه فى جيشين

كبيرين، أحدهما بقيادة «عكاشة الصفرى الخارجى»، والآخر

بقيادة «عبدالواحد بن يزيد الهوارى»، وقد سار الجيشان فى

طريقين مختلفين، فاضطر «حنظلة» إلى لقاء كل جيش على

حدة، وبدأ بمحاربة جيش «عكاشة» وأنزل به هزيمة كبيرة؛

أعادت الثقة إلى نفوس جيشه، ثم كان اللقاء الثانى بجيش

«عبدالواحد» عند «باجة»، ودارت بين الفريقين معركة عنيفة،

انتهت بهزيمة جيش الخلافة، وعودة ما تبقى منه إلى «القيروان»

استعدادًا لمحاولة ثانية. ثم حشد «حنظلة» كل ما استطاع من

قوة، وخرج للقاء البربر، ودارت بينهما معركة، أثبت جيش

«حنظلة» فيها كفاءة عالية وصبرًا على القتال، فانتصر جيش

الخلافة وقُتل «عبدالواحد» قائد البربر، فضلا عن مقتل عدد كبير

من جنوده، فمكن هذا النصر للأمويين فى البلاد، ودعم وجودهم

فيها، وعمد «حنظلة» إلى إقرار الأمن والطمأنينة فى النفوس،

ثم بعث بأخبار هذا النصر إلى مركز الخلافة «بدمشق» فى

شعبان سنة (١٢٥هـ= يونيو ٧٤٣م)، فتوافق هذا الوقت مع وفاة

الخليفة «هشام بن عبدالملك»، وتولى «الوليد الثانى بن يزيد»

خلفًا له. واجه «حنظلة» مشكلة كبيرة، تمثلت فى نزول

«عبدالرحمن بن حبيب» أحد زعماء العرب على شواطئ «تونس»

قادمًا من «الأندلس»، وقد استغل هذا الرجل اضطراب الأوضاع

فى «دمشق»، وضعف والى «القيروان» بسبب الحروب الكثيرة

التى خاضها مع البربر، وسعى إلى جمع عناصر من العرب

<<  <  ج: ص:  >  >>