للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عبد العزيز بن محمود الثانى]

ولد فى (١٤ من شعبان ١٢٤٥هـ= ٩ من فبراير ١٨٣٠م)، وتولى

الخلافة بعد وفاة أخيه «عبد المجيد بن السلطان محمود» فى

(١٧ من ذى الحجة ١٢٧٧هـ= ٦ من يونيو ١٨٦١م)، وبعد وفاة

«غالى باشا» و «فؤاد باشا» اللذين توليا منصب الصدر الأعظم

وضيقا على السلطان، مارس السلطان «عبد العزيز» حكمه

الشخصى، فاشتد سخط العثمانيين على ممارسات السلطان

الاستبدادية، وتدخُّل السلطانة «الوالدة باشا» فى شئون الحكم،

وازداد القلق بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وإعلان إفلاس

الحكومة العثمانية فى أواخر سنة (١٢٩٢هـ= ١٨٧٥م)، وهو

الإفلاس الذى عُزى إلى إسراف «عبد العزيز» وخراب ذمته هو

وحاشيته. وأما المحافظون فقد أرجعوا متاعب الدولة إلى

«التنظيمات» العلمانية، ونفوذ الأجانب، وتدخلهم فى شئون

البلاد، مما أدَّى إلى انتعاش إسلامى، كان من نتيجته التضييق

على المدارس الأجنبية وأعمال المبشرين، وطرد المعلمين

والخبراء الأجانب، كما اشتدت المطالبة بإلغاء الامتيازات

الأجنبية، والوضع الذى كان يتمتع به الأجانب. وساءت أحوال

الدولة الاقتصادية فى أواخر عهد السلطان «عبد العزيز»، بحيث

توقف صرف مرتبات الموظفين - بما فى ذلك العسكريون - لعدة

شهور، ولم يؤدِّ فرض ضرائب جديدة إلى معالجة الأوضاع

المتردية، لهذا سعى «مدحت باشا» إلى تحسين أوضاع الحكومة

بخلع «عبد العزيز» خاصة، ولأنه كان مؤمنًا بأن ولى العهد الأمير

«مراد الخامس» أميل إلى إعلان الدستور. وفى (٦ من جمادى

الأولى سنة١٢٩٣هـ= ٣٠ من مايو سنة ١٨٧٦م) قامت مجموعة

صغيرة من كبار موظفى الحكومة يرأسهم «مدحت باشا» بانقلاب

ضد الخليفة، عززته فتوى شيخ الإسلام، وولى الثائرون السلطان

«مراد الخامس» الذى كان قد اتصل بشباب العثمانيين عدة

سنوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>