للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*ألتمش]

هو شمس الدين ألتمش أو إيلتمش. سلطان هندى مسلم. أحد

سلاطين دولة المماليك التركية بالهند ويعد المؤسس الحقيقى

لهذه الدولة، كان مملوكًا للسلطان قطب الدين أيبك أول سلاطين

هذه الدولة، ثم أعتقه وقربه منه وزَّوجه ابنته. وبعد موت قطب

الدين أيبك اتفق أمراؤه على تولية ألتمش لما فيه من خصال

حسنةً تؤهله لذلك الأمر فتولى الحكم سنة (٦٠٧هـ = ١٢١١م)،

ودام حكمه نحو ربع قرن قضاه فى تثبيت دعائم دولته التى

شملت شمال الهند من السند إلى البنغال، ونجح فى القضاء

على ثورات أمراء الهندوس وعدة ثورات أخرى ولكنه ما كاد

يتخلص منها حتى ظهر له خطر المغول، وألحقوا بدياره الخراب

والدمار، ولكنهم لم يتحملوا حرارة جو بلاده، واتجهوا صوب

الغرب ثانية، فنجت البلاد من شرورهم.، واكتسب حكم ألتمش

صفة شرعية بعد أن اعترف به الخليفة العباسى المستنصر بالله

سلطانًا على دولة المسلمين بالهند ولقبه بالناصر أمير المؤمنين

حامى الإيمان، فكان أول سلطان هندى يعترف به الخليفة

العباسى. وعلى الرغم من غزوات ألتمش المتكررة وجهوده

لتثبيت دعائم دولة الإسلام فى الهند فإن ذلك لم يشغله عن

الاهتمام بالإصلاحات الداخلية فأعاد تنظيم الجهاز الإدارى، وأقر

العدل والحرية فى البلاد، وعنى بتشجيع العلوم والآداب وأنفق

أموالاً كثيرة لنسخ أعداد كبيرة من المصحف الشريف، وأسس

العديد من المدارس وزيَّن بلاطه بالشعراء والعلماء وقرَّبهم منه،

وأتم بناء مسجد قطب الدين فى دلهى، وشيد مسجدًا آخر فى

أجمير، وتوفى شمس الدين ألتمش سنة (٦٣٣هـ = ١٢٣٥ م).وكان

لم ير فى أبنائه الذكور مَنْ يصلح للحكم من بعده، فأوصى به

لابنته «رضية»، ولكن رجال البلاط عهدوا بالملك عقب وفاته إلى

الأمير «ركن الدين فيروز شاه»، إلا أنه لم يهنأ بالملك بسبب

الفتن والاضطرابات التى عمت أنحاء البلاد، وكان نتيجة ذلك أن

قُتل هو وأمه، فآلت أمور الحكم إلى السلطانة «رضية» فى عام

(٦٤٣هـ = ١٢٣٦م).

<<  <  ج: ص:  >  >>