للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*ابن الجوزى (أبو الفرج (]

هو أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن على الجوزى،

فقيه حنبلى وواعظ ومفسر، ينتهى نسبه عند الخليفة الأول أبى

بكر الصديق، رضى الله عنه، عرف جدهم بالجوزى لجوزة كانت

فى داره بواسط وقيل لتجارته فى الجوز، وعرف أيضا بالصفار

لتجارة أسرته فى النحاس، ولد فى بغداد، وتاريخ ميلاده غير

معروف على وجه الدقة، مات أبوه وعمره ثلاث سنوات وتولت

عمته تربيته، ثم حفظ القرآن على يد خاله وسمع منه الحديث

قرابة ثلاثين عامًا، وكان شغوفًا بالعلم، واشتغل بفنونه كلها،

ونشأ فى بغداد فأخذ عن أحمد بن أحمد المتوكل وأحمد بن

على البناء وابن الطبر الحريرى، وأخذ القراءات عن أحمد بن

الحسين وأبى منصور بن خيرون، وجلس إلى إبراهيم بن دينار

وأخذ اللغة عن الجواليقى والفقه عن أحمد بن محمد الدينورى

وأبى الحسن الزاغونى وغيرهم حتى إنه تلقى عن ثلاث من

النساء. وجلس للوعظ وهو دون العشرين، وكان يحضر مجلسه

آلاف، يستعدون لدرس العصر منذ الضحى، فيهم الخلفاء والوزراء

من وراء ستار، وكان ذكيّا حاد الذكاء، محبّا للخلوة، ناصحا

للخلفاء، يكره أدعياء التصوف ومخالفى الشريعة، لم يسلم من

الطعن والتجريح حتى سجن وأُوذى، وكان قد تجاوز الثمانين،

فصبر واحتسب، وكان محافظًا على وقته، كثير التأليف، يؤلف

الكتاب ولا يرجع إليه لتنقيحه بل يشتغل بغيره. ومن مؤلفاته:

المغنى، وزاد المسير فى علم التفسير، وتذكرة الأريب فى

تفسير الغريب، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول، والمنتظم فى

تاريخ الأمم والملوك، والإنصاف فى رسائل الخلاف، والمنفعة

فى المذاهب الأربعة، وبحر الدموع، وصفة الصفوة، وتلبيس

إبليس، وصيد الخاطر، والوفا بأخبار المصطفى، ومؤلفات كثيرة

أخرى. وأبرز تلاميذه ابنه محيى الدين يوسف وسبطه شمس

الدين يوسف. قال عنه الذهبى: ما رأيت أحدًا من العلماء صنّف ما

صنّف هذا الرجل. وتوفىَّ يوم الجمعة ١٢ من رمضان سنة (٥٩٧ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>