للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*بشار بن برد]

هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ. أحد كبار الشعراء فى

العصر العباسى. جدُّه يرجوخ أو بهمن من طُخارستان، أسَرَه

المهلب بن أبى صُفْرة والى خراسان فيمن أسر، فنشأ ابنه برد

على الرق، وجعله فى رقيق زوجه التى وهبته لامرأة من بنى

عقيل، وفيهم وُلِد بشار بالبصرة سنة (٩٦ هـ = ٧١٤ م). وقد

أعتقت المرأة العقيلية بشارًا بعد موت أبيه، فأصبح من موالى

بنى عقيل. وُلِد بشار أعمى، فاتجه إلى حلقات العلم فى

المساجد يتزود منها، كما انتقل إلى الأعراب فى بوادى البصرة؛

ليأخذ اللغة من مصادرها الأصلية. وقد وهبه الله ذكاءً متقدًا،

وحافظة لاقطة، فسال ينبوع الشعر على لسانه ولمَّا يبلغ

العاشرة من عمره، كما يقول الرواة. تأثر بشار بثقافات عصره،

وتسربت إليه آراء المتكلمين وغيرهم، فنبغ فى الشعر نبوغًا

متميزًا، حتى عدَّه النقاد أشعر المخضرمين الذين عاشوا فى

عهد الدولتين الأموية والعباسية، كما عدُّوه رأس المحْدَثين الذى

مهَّد لمدرسة البديع فى الشعر العربى، وعدُّوا شعره فيصلاً بين

القديم والحديث، وجسرًا عبر عليه الشعر من مرابع البداوة إلى

ربوع الحضارة. وحين قدم الخليفة المهدى إلى البصرة شكا إليه

كثير من أهلها مجون بشار وزندقته، وشعوبيته وتعصبه ضد

العرب والعروبة، فأمر الخليفة بضربه سبعين سوطًا تُوفِّى على

إثرها، ودُفِن بالبصرة. وحقق ديوانه الشيخ محمد الطاهر بن

عاشور، بعد أن جمع شعره من مظانه المتعددة، وصدر الديوان

فى أربعة مجلدات عن لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة

عام (١٣٦٩ هـ = ١٩٥٠ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>