للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*السيوطى]

هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر بن محمد بن سابق الدين

الخضيرى السيوطى، الإمام الحافظ المؤرخ الأديب. ولد فى

مستهل رجب سنة (٨٤٩هـ)، ونشأ يتيمًا، وعُرف بالنبوغ والذكاء

منذ طفولته؛ فقد حفظ القرآن، وهو دون ثمانى سنين، ثم حفظ

العمدة، ومنهاج الفقه، وألفية ابن مالك، وهو فى نحو

الخامسة عشرة من عمره. وأجيز لتدريس العربية فى مستهل

سنة (٨٦٦هـ)، فألف أول كتاب له، وهو شرح الاستعاذة

والبسملة، وهو فى السابعة عشرة من عمره، وقد كتب له

الشيخ علم الدين البلقينى تقريظًا على الكتاب، وظل السيوطى

ملازمًا له إلى أن مات الشيخ، فلزم ولده وقرأ عليه، فلما مات

الابن سنة (٨٧٨هـ) لزم الشيخ شرف الدين المناوى فسمع عنه

دروسًا من تفسير البيضاوى وشرح البهجة. ولزم فى الحديث

والعربية الإمام تقى الدين الشبلى الحنفى، فتتلمذ له أربع

سنين، كما لزم الشيخ محيى الدين الكافيجى وتتلمذ له أربع

عشرة سنة، فأخذ عنه فنون التفسير والأصول والعربية

والمعانى وغيرها. وحضر عند الشيخ سيف الدين الحنبلى دروسًا

عديدة فى علوم البلاغة، ودرس عليه الكشاف والتوضيح

وتلخيص المفتاح. وكان السيوطى كثير الأسفار، محبًّا للعلم،

فسافر إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب

وغيرها. وأفتى فى مستهل سنة (٨٧١هـ)، وعقد مجلسه لإملاء

الحديث فى مستهل سنة (٨٧٢هـ)، وكان متبحرًا فى علوم

التفسير والحديث والفقه والنحو والمعانى والبديع والبيان، إلا

أنه لم يحب علم الحساب، بل كان يرى أنه أعسر شىء عليه،

وأبعده عن ذهنه. ومشايخ السيوطى فى الرواية سماعًا وإجازة

كثيرون، عدَّ منهم نحو مائة وخمسين فى كتابه حسن

المحاضرة، أما كتبه فقد أحصى منها نحو ثلاثمائة فى علوم

التفسير والقراءات والحديث والفقه والعربية والبيان والتاريخ

والأدب، وذكر بعض المؤرخين أنها بلغت ستمائة مؤلف، وقيل

أكثر من ذلك. ولما بلغ الأربعين من عمره أخذ فى التجرد

<<  <  ج: ص:  >  >>