للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*سومانجورو (ملك الصوصو)]

سومانجورو آخر ملك من ملوك دولة الصوصو الوثنية. والصوصو

فرع من الفولانيين كان قد هاجر من تكرور التى تقع فى حوض

نهر السنغال واتجه شرقًا إلى إقليم كانياجا فى حوض نهر

النيجر، حيث أسس طبقة حاكمة ودولة اتسعت فيما حولها فى

نهاية القرن (١٢ م)، بعد أن تخلصوا من تبعيتهم لدولة غانة

الإسلامية التى كانت مجاورة لهم من ناحية الشمال والغرب،

وكانوا يدفعون لها الجزية، واستطاع ملك الصوصو الذى يُعرف

باسم سومانجارو أن يحطم هذه الدولة ويستولى عليها فى عام

(١٢٠٣ م). ثم اصطدم بعد ذلك بدولة مالى النامية فى كانجابا

وشن عليها الحرب وأباد الكثير من سكانها وقتل ملكها المدعو

كوننيوغو سمباكيتا، كما قتل إخوته العشر الذين تولوا الحكم

تباعًا بعد أخيهم المقتول، ولم يفلح فى القضاء على الأخ

الحادى عشرة الذى يعرف باسم سندياتا واشتهر باسم مارى

جاطة، والذى كان قد هرب ناحية الجنوب وبدأ يكون جيشًا

جرارًا للانتقام من ملك الصوصو الذى قتل إخوته الأحد عشر

واستولى على الجزء الشمالى من بلادهم، وكان يستعد للقضاء

على سندياتا قبل أن يستفحل أمره، وتذرع بأن سندياتا اقتحم

بلاد الصوصو خلال توسعه وغزواته للأقاليم التى تقع بين

بلديهما. ويقال: إن سومانجارو كان قد تزوج بأخت سندياتا

عندما تغلب على إخوتها وقتلهم، وشجعت هذه الأخت هذا

الزواج حتى تضع يدها على أسرار هذا الملك الوثنى وتتعرف

على مواطن ضعفه. ولما وصلت إلى غرضها عادت إلى أخيها

سندياتا وزودته بما جمعت من معلومات عن سومانجارو مما كان

سببًا من أسباب هزيمته على يد سندياتا الذى قضى عليه وعلى

دولة الصوصو بأجمعها وضمها إلى دولة مالى الإسلامية، وذلك

بعد موقعة حربية فاصلة وقعت بين سومانجارو وسندياتا تعرف

باسم المكان الذى وقعت فيه وهو كيرينا وذلك فى عام (١٢٣٥ م

)، وهو العام الذى شهد نهاية هذه الدولة الوثنية ونهاية زعيمها

سومانجارو نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>