للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*سيف بن ذى يزن]

هوأحد أبطال اليمن، من حمير، استعان بالفرس لإخراج الأحباش

من بلاده بعد أن كانوا قد احتلوها عام (٥٢٥م) على يد أرياط

القائد الحبشى الذى حكمها منذ ذلك الحين، ثم تنافس معه فى

حكمها قائد حبشى أخر هو أبرهة الأشرم الذى تغلب على أرياط

وقتله، فدانت له اليمن وتعاقب على حكمها بعده ابناه يكسوم

ثم مسروق. وفى عهد الأخير ظهر سيف بن ذى يزن الحميرى،

وثار على حكم الأحباش لبلاده واستعان فى قتاله لهم بالفرس

حوالى عام (٥٧٥ م). فقد أرسل له كسرى فارس حملة فارسية

بقيادة دهرز تمكنت بالتحالف مع سيف والوطنيين اليمنيين من

قتل مسروق والقضاء على حكم الأحباش لليمن، وصار سيف بن

ذى يزن ملكًا على هذه البلاد وقفل دهرز عائدًا إلى فارس،

ولكن بعض الأحباش الباقين فى اليمن وثبوا على سيف وقتلوه

غيلة، فأعاد كسرى فارس قائده دهرز على رأس قوة جديدة

قضت على التمرد الحبشى وبقيت اليمن فى قبضة الفرس يحكمها

ولاة منهم حتى ظهر الإسلام، وكان حاكمها وقتذاك فارسى

يُدعى باذان، ولم يلبث أن أسلم وأقرَّه الرسول - صلى الله عليه

وسلم - عاملاً على اليمن تحت راية الإسلام. والجدير بالذكر أن

الأسرة الحاكمة لدولة الكانم والبرنو الإسلامية فى حوض بحيرة

تشاد انتسبت إلى سيف بن ذى يزن، وتسمَّت باسم الأسرة

السيفية الماغومية، على أساس أن امرأة من كانم كانت قد

تزوجت من سيف، ثم عاد أبناؤها منه إلى بلادهم فى كانم

وأسسوا هذه الدولة الإفريقية التى حكمت هذه البلاد لمدة ألف

عام، من القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر للميلاد، بعد أن

اعتنقوا الإسلام ونشروه بين قومهم، كما نشروا الثقافة العربية

الإسلامية فى هذه المنطقة من القارة التى كانت تُعرف باسم

السودان الأوسط، والتى تعرف اليوم باسم جمهورية تشاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>