للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*أيبيريا]

شبه جزيرة. تقع فى الجنوب الغربى من القارة الأوربية. تضم

إسبانيا والبرتغال. يفصلها عن سائر أوربا جبال البرانس

الممتدة من خليج بسكاى فى الغرب إلى البحر المتوسط فى

الشرق على امتداد نحو (٤٢٥) كم، ويصل ارتفاعها إلى (٣٧٢٠

م)، وبهذا تكون حاجزًا منيعًا بينها وبين أوربا، ويفصلها عن

إفريقيا مضيق جبل طارق، وفى وسط الجزيرة هضبة كبرى

تنحدر نحو الشرق مطلة على البحر المتوسط، وتنحدر نحو الغرب

مطلة على المحيط الأطلسى الذى يطوق شمالها الغربى فى

خليج بسكاى. ويتصل فى جنوبها بالبحر المتوسط. وتمتد

سلسلة من الجبال من الشرق إلى الغرب فى هضبة أيبيريا

الوسطى، كما يوجد فيها أنهار كثيرة تصب فى المحيط من

الشمال الى الجنوب، أهمها: نهر المنيو ودويرة وتاجة الذى

تقع عليه مدينة مدريد عاصمة إسبانيا وطليطلة، ثم نهر الوادى

الكبير، وتقع عليه قرطبة وإشبيلية، وأهم الأنهار التى تصب

فى البحر المتوسط: نهر إيرو المتعدد الفروع، وينبع من شرقى

قشتالة، ونهر الوادى الأبيض ومصبه عند بلنسية. ومناخ أيبيريا

متباين؛ لاختلاف أقاليمها، واسم أيبيريا مشتق من الأيبيريين،

وهم قبائل من غالة والبسك، ويُعتقد أنهم هاجروا إليها من

إفريقيا، ثم وفد عليها الفينيقيون ثم الإغريق فى القرن (٥ ق. م)،

وهم الذين سموها أيبيريا، ثم وفد عليها القرطاجنيُّون، ثم

استولى عليها الرومان الذين أشاعوا فيها النصرانية. وفى

القرن الخامس الميلادى أغار عليها المتبربرون من الألمان، كما

أضاف الفتح الإسلامى إلى سكان أيبيريا سنة (٨٦ هـ = ٧٠٦ م)

عناصر جديدة من آسيا والبربر والصقالبة. وكانت حياة أهل

أيبيريا قبل الفتح الإسلامى أشبه بحياة البداوة، وظل

المسيحيون يعيشون هذه الحياة؛ لوعورة موطنهم مثلهم فى ذلك

مثل العرب، ولم يأخذوا فى التحضر إلا فى زمن الدولة الأموية. ثم

جاءت نهاية دولة الإسلام فى الأندلس سنة (٨٩٧ هـ = ١٤٩٢م) -

<<  <  ج: ص:  >  >>