للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*أدرنة]

مدينة تركية، اتخذها سلاطين الدولة العثمانية عاصمة لدولتهم

فترة من الزمان قبل فتح مدينة القسطنطينية. وهى تقع فى

القسم الأوربى لتركيا، وسط سهل خصيب، وتحتل موقعًا عند

ملتقى ثلاثة أنهار، هى: مريج وآراد وطونجة. وتشتهر أدرنة

بزراعة التفاح واللوز والجوز وأصناف من الحبوب، كما تتميز

جبالها بكثرة الأشجار، ويستخرج من أرضها عديد من المعادن،

مثل: الحديد والمرمر، كما توجد بها عدة صناعات، منها: صناعة

المنسوجات الحريرية والقطنية والصوفية وصناعة العطور

والجبن. وقد كانت أدرنة فى العصر العثمانى مركزًا تجاريًّا

مهمًّا، وكانت تضرب فيها العملة، كما تشتهر بكثرة الآثار

الإسلامية، ففيها أكثر من (٤٠) مسجدًا أثريًّا، أشهرها مسجد

سليم الثانى المعروف باسم جامع السليمية. ويقدًّر عدد سكان

أدرنة، بنحو (٧٢) ألف نسمة. وقد كانت أدرنة قبل أن يفتحها

العثمانيون سنة (٧٦٣ هـ = ١٣٦١ م) مسرحًا لصراعات عديدة

ومعارك حربية زمنًا طويلا، ثم اتخذها العثمانيون قاعدة أمامية

لتوسعهم فى أوربا، ثم أصبحت عاصمة لهم سنة (٨١٦ هـ =

١٤١٣ م)، إلى أن فتح محمد الفاتح القسطنطينية سنة (٨٥٧ هـ =

١٤٥٣ م)، فاتخذ القسطنطينية عاصمة للدولة بدلا من أدرنة، ولما

تولى السلطان أحمد الأول خلافة الدولة العثمانية سنة (١٠١٢ هـ

= ١٦٠٣م) جعل أدرنة عاصمة للدولة. وأثناء فترات ضعف الدولة

العثمانية تعرضت أدرنة للاحتلال الروسى مرتين، ولكن أنور

باشا استردها منهم، ثم احتلتها اليونان إلى أن انسحبت منها،

وبعد ذلك أصبحت أدرنة تابعة للدولة التركية المعاصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>