للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الإسكندرية]

كبرى الموانئ المصرية والإفريقية، والمدينة الثانية فى مصر بعد

القاهرة. تقع فى الجزء الشمالى الغربى من مصر، ويحيط بها

من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب بحيرة مريوط. وتتميز

بطبيعة صخرية جيرية ويبلغ عدد سكانها نحو (٤) ملايين نسمة،

وهى تُنسَب إلى الإسكندر الأكبر المقدونى الذى أمر المهندس

دينوقراطيس بإنشائها سنة (٣٣٢ ق. م). وكانت تُعرَف من قبل

باسم راقودة، ثم جاء بطليموس بعد الإسكندر واتخذها عاصمة

لمصر، وأحاطها بسور ضخم به أبراج وحصون. وقد ظلت

الإسكندرية عاصمة لمصر فى العصر الرومانى حتى تم الفتح

الإسلامى لمصر، ففتحت الإسكندرية سنة (٢٠هـ=٦٤١م)، ودخلها

عدد من الصحابة، رضى الله عنهم، منهم: أبو الدرداء، وقد عدَّها

المسلمون ثغرًا مهمًّا؛ فاهتموا بها، فاتخذوها قاعدة للفتوحات

الإسلامية فى إفريقيا، كما اهتموا ببناء المساجد فيها، وأهمها

مسجد عمروبن العاص، ثم اعتنى الفاطميون بالمنشآت البحرية

فيها، كما اعتنى صلاح الدين الأيوبى بالأسطول البحرى. أما

فى العصر الحديث فقد شهدت هذه المدينة أحداثًا خطيرة؛ فقد

نزلت فيها الحملة الفرنسية، وشهدت موقعة أبى قير البحرية بين

الأسطولين الإنجليزى والفرنسى، ثم جاء محمد على فاهتم

بتنمية المدينة، فشق فيها ترعة المحمودية، وأقام ترسانة بحرية

فيها، وعندما احتل الإنجليز مصر اتخذوا الإسكندرية قاعدة

لأسطولهم فى البحر المتوسط خلال الحربين العالميتين الأولى

والثانية. وعندما استقلت مصر وأصبحت جمهورية شهدت

الإسكندرية تطورًا عمرانيًّا وحضاريًّا؛ حيث قامت بها بعض

الصناعات، مثل: صناعة الغزل والنسج والورق والأسمنت وتكرير

البترول. ويوجد بالمدينة عديد من المتاحف والمزارات التاريخية،

مثل: المتحف اليونانى الرومانى، ومعهد الأحياء المائية،

وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>