للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*طليطلة]

طليطلة أو توليدو مدينة إسبانية ذات تاريخ عربى إسلامى عريق

امتد (٣٧٥) سنة. وتقوم المدينة على أكمة صخرية يبلغ ارتفاعها

(٥٦٨ م)، وتشرف على مجرى نهر تاجة الذى يحيط بها من ثلاث

جهات، وتبعد نحو (٤٠) ميلا فى الجنوب الغربى من مدريد

ويربطها بها خط حديدى. عرفت طليطلة فى التاريخ القديم باسم

تولتيوم، واستولى عليها الرومان سنة (١٩٣ م) وأصبحت بعد ذلك

مستعمرة رومانية ثم صارت عاصمة لإسبانيا الرومانية إلى أن

استولى عليها القوط الغربيون، واتخذوها عاصمة لدولتهم سنة

(٥٣٤ م) وظلوا يحكمونها حتى الفتح الإسلامى لها على يد طارق

بن زياد وموسى ابن نصير سنة (٧١١ م)، وترك المسلمون حكمها

لأحد أبناء الأسرة المالكة ومنحوا أهلها حرية العبادة. وأثناء

الخلافة الأموية فى الأندلس كانت قرطبة حاضرة الدولة وكانت

طليطلة تابعة لها إلا أنها كانت مركزًا لعدد من الثورات التى

قامت ضد الأمويين بالأندلس بسبب بعدها عن مقر الحكم

وحصانتها ومؤامرات رجال الكنيسة. وفى عصر ملوك الطوائف

بالأندلس حكم طليطلة أسرة بنى ذى النون وظلت فى أيديهم

حتى استولى عليها ألفونسو السادس ملك قشتالة فى مايو سنة

(١٠٨٥ م) وفشلت سلسلة المحاولات من جانب المرابطين

والموحدين بعد ذلك فى استرجاعها، وهى الآن إحدى مدن

إسبانيا وتسمى توليدو. ومازال بها بعض المعالم التاريخية

المتمثلة فى بقايا الأسوار التى ترجع إلى العصر الرومانى،

ومجرى المياه، والقنطرة الحجرية التى أقامها المنصور بن أبى

عامر والتى تعرف الآن باسم الكانترا، ومبنى الكازار أى القصر،

إلى جانب عدد من الكنائس التى كانت مساجد ثم حولها النصارى

إلى كنائس. وقد قلَّ شأن طليطلة فى العصور الحديثة مع أنها

مازالت مقرًّا لكبير أساقفة الكنيسة الإسبانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>